علي هاشم رؤية متميزة عن الشعر السبعيني/صباح محسن كاظم – واحة الفكر Mêrga raman

-علي هاشم رؤية متميزة عن الشعر السبعيني

 

 

ثمة تفرد بدراسة الدكتور علي الزيرجاوي عن الشعر السبعيني، من خلال قدرته على سبر أغوار الخطاب الشعريّ السبعينيّ وفق رؤى نقدية إجرائية من خلال تحليل الخطاب والنص على ضوء النظريات اللسانية والقراءة العميقة بمستويات فهم تلك النصوص بإنزياحاتها ودلالاتها .. الكتاب قدمت به قراءة بالعمود الثقافي للصباح ، وسيكون أحد المصادر المهمة في المراجعة للشعر السبعينيّ حيث التجديد الشعري بعد مرحلة الريادة العراقية للنص النثري من السياب -نازك الملائكة -البياتي -بلند الحيدري ونخبة شعريّة مهمة ظهر نتاجها الشعري بقوة كمال سبتي – زاهر الجيزاني- خزعل الماجدي وأسماء لامعة أخرى . حينما أطلق محمود درويش تلك العبارة : لو أردت أن تكون شاعراً فكن عراقياً ..لم يُجانب الصواب ..فوطن الشعر والملاحم والتراتيل من ملحمة كلكامش إلى الجواهري ..القوافل من الشعراء تتبعها القوافل ..الشعر يتناسل بأرض العراق والشعراء بعدد نخيله ..وقد كُتبت عشرات الدراسات والمؤلفات عن شعراء العراق من المتنبي إلى من أصدر ديوانه الأول من المبتدئين المعاصرين .

لكن هذه الدراسة أعدها رحلة علمية ،وتحليلية ،إستحق صاحبها عليها نيل الدكتوراه ،فلقد حضرت من عام 80 لليوم عشرات المناقشات للرسائل الجامعية معظمها إعتمد الجمع لجهود من سبقه –ربما حتى لايذكر المصادر- وكأنه من بذل جهده العلميّ لوحده ، المنهجية بهذه الإطروحة حققت الأثر المرجو ،لذلك تستحق القراءة ،والثناء بتعاطيها المعرفيّ والجماليّ وفق التحليل النقدي العميق بهذا الكتاب المهم ( خطاب الآخر في الشعر العراقي السبعيني التلقي والتأويل ) للدكتور علي هاشم طلاب الزيرجاوي / الصادر عن دار البصائر – بيروت /ب373 صفحة ورد بمقدمته ص8 : (( ….لذا كان لابد للبحث من تحديد الخطاب بوصفه رسالة مكتوبة يمكن إيصالها بلفظة أو تركيب أو نص هو في المراتب العليا من الإرسال (الخطاب) ، والآخر المتكوّن الجديد من الأنساق اللغوية والتراثية والثقافية والتقانات الحديثة بوصفها ممثلات ومثيرات وقيم تسهم في تشكّل الخطاب وإظهار الآخر المتشكّل الجديد….)).

فصل “المؤلف” الخطاب لغةً واصطلاحاً ، والقدرة التواصلية والفاعلية القصدية أساس الخطاب والمرتكزات في إيصال الرسالة الموجه إلى متلقٍ له القابلية على أن يصبح منتجاً آخر يتكيء على عوامل عدة (الزمن ،والوعي ،الإفهام ،الإدراك ،والواقع ) سواء كان ذلك على المستوى الإيديولوجي أم الإنثروبولوجي ..ويتخلل الفصل الأول مباحث لمليء الفراغ في المفاهيم وتفاصيلها وشروحاتها و علاقة الخطاب بالآخر بالمنجز السبعيني ففي المبحث الثاني من الفصل الأول درس “المؤلف ” بعمق وجد خطاب الآخر الألسني أ‌- الخطاب المنطوق ب- الخطاب المكتوب ليعرج بالمبحث الثالث على الخطاب السبعيني،و إسلوبية التلقي ثم العودة إلى الأصل اللغوي الكبير (القرآن الكريم ) ..في ص17 : (( ثمة شبه إجماع بين الشعراء والنقاد الحداثيين على خاصية الانفتاح الخطابي ولاسيما القصيدة الحديثة على الرغم من تعدد المسميات لذلك الخطاب وتعدد الآراء في مفهوم العملية التواصلية واختلافها على مر الأجيال الشعرية والمدارس النقدية …..).

 

وفي الفصل الثاني من ص 95 – 142 الخطاب الإعجازي والآخر وفي الفصل الثالث الخطاب السيميولوجي التأويلي وفق رؤية تحليلية بنقاط 1- الإشعاع الأسطوري 2- الأسطورة لمحة رمزية 3- تطويع العنصر الأسطوري 4- الزمكان المقدس الإسطوري 5- أسطرة الحكاية فيم بالمبحث الثاني من هذا الفصل إشتغل الدتور الإزيرجاوي على موضوعين 1- التراث والعنونة 2- الإغتراب الذاتي ..يؤكد في ص 169: ( يُشدّد الخطاب السيميولوجي على آلية التوليد التي تتضمنها الخطابات إذ تجعلها قادرة على الإفصاح عن أنظمتها السيميولوجية وتمنحها فاعلية إنتاج الدلالات في سياقها الثقافي والتاريخي وفتح آفاق المشاركة الفاعلة بوساطة القراءة والتلقي الدائمين بفضل ماتوفره من تأويلات تسهم في إنتاج خطابٍ آخر بأنساقٍ متعددة ومرجعيات مختلفة تسهم بالمشاركة في تحقيق أكثر من آخر في طيات الخطاب وقراءته.)

 

 

 

 

 

صباح محسن كاظم

كاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *