كتاب الجحيم البارد/   أسعد الجبوري – واحة الفكر Mêrga raman

 

 

كتاب الجحيم البارد

1

ذلك الماءُ المِلُودْرامي للأحمر المُتَوسِط..

وأنا تايتنك الخريف العربي ،

كلما حَفرتُ لهجرتي تحت البحر نفقاً ،

وجدتُ للغريق في جسدي غرفةً للاحتفال

بالحِداد.

لا بأسَ.

سأكتبُ مذكراتي حتى يمتلئ القاعُ

البعيد بحبري.

الأمواجُ التي فوقي قِصَعاتٌ على طاولة

العشاء الأخير.

وعذراً

إن لم تكنْ لحوم العائلة دَسِمةً في حلوق

السلاحف والأسماك.

لا بأسَ

سأكتبُ لله عن كتاب الجحيم البارد .

وسأرسلُ نسخةً إلى رئيسةِ مُمَرّضات

الطوفان.

أنا محتوياتُ نسخةِ الموتِ المُبلّلة.

ولا وجْهَ للاعتراض على غريقٍ

بلا فِهْرِس.

2

ماذا سيفعل الشاعرُ ذاك..

إذا كانت شهوتك طويلةً ومشتعلة،

وهو من نسل العواصف والرياح .

هو صديق النجوم والجحيم والتحولات .

وأنتِ

3

يقطعُ الحطابُ في كتابِ الغابة شجرةً .

ثم يستطردُ بتغذية النيران حولهُ طرداً للبرد.

أما صائدُ الأسود في اللغةِ،

فيقطعُ الليلَ شَريحةً من لَحْمٍ مَشْويّ

ماضياً مع الكؤوسِ التي يمتلئ بها المتقاسمون بهجةً

بمُفتَرسات المخيّلة.

4

 

تلك هي الأغنيةُ السوداء ..

تسقطُ من فم الغرامفون ملطخةً ببخارِ البحر.

كم من عرباتٍ في نقطةِ الدمِ الواحدة،

لتَفتحَ لها الملائكةُ طريقَ الاتوستراد إلى الله.

سوريا يا كراجَ الموتى .

وما هذا إلا نُصُبٌ تَذْكاريّ للجُثَثِ

المَجْهولةِ.

للخفاقيش وهي تَنْحتُ بمحركاتها مذكراتَ

أهلِ الكهوفِ بالديناميت.

5

عِنْدما يَئِينَ الأوانُ..

وتمضي الحشرجاتُ بتوزيع الأرواح

كأوراق شَدَّة الكُوتشينة،

سيخرجُ من تحت جلدي آخر الجنود

ليَطلقَ على آلهة الحرب النارَ .

بعد ذلك ..

سأجلسُ في الشرفةِ مع العندليب،

لمحو البكاء من أعين الأطفال والأغاني.

وأيضاً..

لأتمكّن من نشر جثةَ المُراسِل

الصحفي المعجونةِ بالتراب.

كمْ أوَدُّ كسرَ رقبةِ المدفع.

سأنتظرُ هذا الحلم قبل أن أعود

للبيت ،

وأتسكعُ بين موجات التلفاز

الحمراء.

 

أسعد الجبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *