سليلة الطيور الباكية/سمرا ساي – واحة الفكر Mêrga raman

(خاص)

سليلة الطيور الباكية

————————————–

وبَصَمت في قعر فنجاني

أن انطلق إلى ساحات الشمس

أعاود ولادتي من رحم طير …

أحلق إلى ما أحب

ومن أحب …

إلى وطني وأزقته الجنائزية

إلى قنديلٍ معلقٍ

يومض بين الحين والآخر

إلى عرائش الياسمين

زهر الليمون الحزين

إلى دمعة يتيم

يخفيها بابتسامة أنين

ينتظر قدوم العيد

ينادي يا الله

وحدك الرحمن الرحيم ..

أكون سليلة الطيور

فرحةٌ…. باكيةٌ .. حنون

يعملقني طيران الجنون ..

أعشق بصمت

أصرخ بصمت

أقبل ضفدعَ الجفاء

يتحول أميراً

يراني بعين الغباء

يسألني: من أنت؟

أيتها الضفدعة المحكية!

كنتُ سنبلةً سيدي

نبتت على أرضكَ البور

سممتها..

طالبت بالحرية ..

فراشةُ نور حولكَ تحوم

أرهقتها

اكتفت من العنجهية..

نسختُ أصابعي العشرة

هدهدتُ رياح الغابات

صاحبتُ البحر والمطر

محبرتي عسلاً

وأتلقَّط حروفك

من سماء متصحرة ..

كتبتُ لك على مرآةِ وجهي

عيناكَ قدري الأبدي ..

فأجبتني:

أيتها الكاذبة الصادقة

ككلّ العشاق الحمقى

كوني كغيركِ ماكرة..

لأنساك سيدي!

أتعلم كيفَ أقف على رأسي

أركض في الساحات

أضحك بسعادة الجنيات

يسكنني صوتكَ الذي لا أسمعه

وجهك الذي لا أعرفه..

فأتأرجح في الفراغ

انتظر السقطة الكبرى ..

أضحك بشدة حين البكاء

أرقص على نزف غربتي

وأمشي على يدي..

أنثى هزلية ساخرة..

أصطاد النسيان حبيبي

لرجل عاش في تفاصيلي

لم يحرص على قلبي

فقده في مظاهرات جوفاء

قبعة شتاء ..ووردة عناء

على صور متبخترة

سامحني يابطل قصتي

أسقطت عليك مطراً وحشياً

لم ترد الحب ..

بل ذاكرة بيضاء

مترعة بأحزانك الشخصية ..

الآن تقرع بابَ الفراق

وحين أفتح لك

سأنثر عليك عطري الجديد

وأعيد بعثك

في قصائدي القادمة

وأعود للتحليق

أرى تضاريس وطني..

جرحا يزحف إلي ..

برائحة جسدك الذكية!

 

 

 

 

 

 

سمرا / سوريا

شاعرة

 

23/5/2017

اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *