الغريب البعيد / روژين سيامند جاجان – واحة الفكر Mêrga raman

الغريب البعيد

 

طفلٌ كان يقص عليَّ رواياته وأقص عليه حكاياتي …

تلك الحكايات التي كانت من وحي خيالاتي ..

أو لربما كانت من روتين خفايا حياتي

منذُ أن رحل لم تعد هناكَ أي معنى لمفهوم أمنياتي …

فقد كان يملأ جميع أوقاتي …

يوقظني من صميم نومي، يداعبني لينسيني معاناتي ..

كلما انظر لزوايا دفاتري ألمح بصماته…

تلتفت إليَّ الذكريات بلمحِ البصر

تعلن حربها معي بالتضامن مع السهر

والريحُ تبدأ بمداعبة أوراق الشجر

والليلُ يبدأ بحضرة النجوم بمداعبة القمر ..

هنا تبدأ معاناتي مع كل حبة من حبات المطر…

ويلٌ لتلكَ الذكريات…. ويحٌ لتلكَ الحبات….

التي جعلتني للحظة أسيرة بضعِ الذكريات…

يا ترىَّ، أين يرقد ذاك الغريب البعيد؟

مع من يطيل حديث الليل السعيد؟

مع أنثى حققت إحدى أروع أحلامي!

لا ألومها على سهرها بل أهنئها

فهي ملكت قلباً خشيتُ وحاربت ألا يغادرني يوماً…

ما أصعبه من إحساسٍ قاتل، بل إنه سم مهيب…

يقتل المرء في اللحظة آلاف المرات

وأنا أمام نافذتي أتسكع في شوارع ذكرياتي ..

جاءتني تلكَ الفراشة الجريحة

أخبرتني وهي في حيرة

هل أستطيع تخفيف هذه الدموع الوجيزة؟

وهي متأملة من ألوانها السوداء والبيضاء أن تمهدني . ..

واقتربت وبكلِ حنانٍ وبراءة متأملةً سردتي …

سرعانَ ما علمت أول ما رأت منديلي

رحلت لتخبر ذاك الغريب البعيد

كم إنني لقائه أريد …

في منتصف الليل وأنا في الانتظار

يتوقني ذاكَ الجواب

أخبرتني فراشتي الخائبة

نامي فلستِ في ذاكرة أحد.

 

 

روژين سيامند جاجان

كاتبة

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *