عزاء على حمامتين
الشجرة سقطت،
وأنا الآن
في مجلس عزاء على حمامتين
كانتا تبحثان عن حنطة
عزتها عليهما هذه البلاد
لم يبق من الحمامتين
لا رأس ولا ريش
كل شيء تدلى في التراب
من المسؤول
الرب أم الفلاح
الفقر أم الريح
أم الحمامتين؟
فإن كان الرب
فأين العدل
قبل الولادات الثلاث
الحمامتان والحنطة
وتوزيعها على العالم.
إن كان الفلاح
فأين الماء في أرض
تركت الدموع تسبح فيها.
أن كانت الريح
فأين المطر الغزير
مسد يغرق عيونها.
وأن كان الفقر
فأين الكفر
في الشوارع والمزارع والقلوب
ليغدو جبهة عريضة
تنزع السواد
من أيامه
إن كانت الحمامتين
فأين الضوء
من إغماض
ألف عين قتلتها
البطون الفارغة
في قلب الحمامتين.
لا ألوم أو أعاتب أحدا
سوى جسدي
ترك القرع على الرؤوس
مرددا عبارته الشهيرة
” لا تجعلوا من اللصوص
كائنات سماوية
أو فوق بشرية
السراق يعيشون معكم
كنار تبكي عليكم
في مجلس عزاء
لا ينتهي حدود بكائه.
بقلم: وليد المسعودي