غياب آخر يكبر في رأسي/وليد المسعودي – واحة الفكر Mêrga raman

 

غياب آخر يكبر في رأسي

 

 

هذا الصيف الحار طويل كتعب

لا يمل من قتل حامليه

العمال تحت أشعة الشمس

يمسحونه من جبينهم

وحسرة ندية لا تكبر في ثنايا الصمت

لتنجب طفلتها الوحيدة ثورة

طفلتها الوحيدة الآن يدغدغها الوهم

والأغنيات القديمة.

الأطفال الحفاة في الأزقة

بعد أن سرحتهم الملائكة لا يهمهم

أن ترفع الشمس قلوبهم مع الضحكات

طعم اللعب يمدهم بأجنحة بيضاء

ولكن أي لعب أبيض هذا

سيملئه السواد عندما يكبرون

مسدس في الجيب يطرد كرة القدم

ويعلن خسارة نادي الشباب أمام نادي الجيش.

العجائز أيضا

الصيف الحار يضحك في عظامهم

بينما يتوقف بين حين وحين

الدم في الأحلام

أحلام موت مريح

على سرير ضحكة يسكبها الحنان

بين وجوه لا تمل من وداعها.

العشاق وحدهم في تموز

حيث الدروب فارغة من العيون

يستعيرون اللهيب والقبلات والتلاقي

ألف غيمة ماطرة من الاحتضان

ألف شوق يداعب اليدين والشفتين والأفئدة

ألف لسان سيشهد حلاوة الندى الممزوج بالذكرى

ذكرى لن تزول مع أول عشق

مر بأحضان المدينة وهي تفتح قلبها للحروب

بين جارتين أو طفلين أو قبيلتين.

بقي في القصيدة قلبي

لم أسطر له الكلمات كيف يندب في الصيف

مع العرق تختفي الدموع

على العمال والأطفال والعجائز

على العشاق أيضا

وهم يغامرون بين توق وآخر

على حظي النائم بين غياب

لا يرممه حضور يوم سعيد

وبين غياب آخر يكبر في رأسي دائما

أن يمر العراق على ضحكة

فيحضنها حتى الثمالة

ليوزعها بعد ذلك للناس جميعا.

 

 

 

 

 

 

بقلم: وليد المسعودي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *