2

أنــا أرقدُ هـناك / علي كنفاني

 

أنــا أرقدُ هـناك

 

أنــا أرقدُ هـناك

حيث يأوي ترح الريح

في عُقْرٌ النوافذ المصلوبة

على امتدادِ حائطٍ وليلٍ

وبين شقوق جذعُ شجرةً

تُنهد حُزنها لعجوزٍ صماء

تغرس رسائلها في معصمها

أنا هـُناك

أتمعن النظر لنجمةٍ عرجاء

تجرُ بحُبكْتُها عربةٍ فارغة

ورجلٍ ذو بؤساً يمتطي عصاتهِ

لآخرِ عقبةٍ في الطريق

وفتاةٍ على صُخبِ الحرير

لا شريكَ لها بعد الغياب

تعصرُ الوسائد فوق رأسها

من صوتيِ خرير الماءِ

ومن شَقْشَقَةِ طائرِ السٌهْدُ

 

أنــا هُنــاك

في مدينةٍ غريبة

تعجن الأغاني

من ضباب حزنُها

ومن ضوءِ نجمةٍ

تسبحُ في ضياءِ النهر

تمَشِجُ أمْشَاجَ تُضيء عتمة مآقيها

 

أنـا هــناك

أجلسُ على بساط القدر

أحتسي أكواباً من التروي

التي أعدت من حباتِ الهدوء

ونسائم الذكرى تباغتني بأوجاعها

فتقضّ الحنين من مجعهِ

ليكتبَ قصيدةٍ تُلدغ قلبي الهشَ.

 

 

 

 

بقلم: علي كنفاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top