مذ عرفتك / ريم باندك – واحة الفكر Mêrga raman

 

مذ عرفتك

 

وأنا أحيا كدوارٍ في رأس الزمن

أتعلم لغة الموج وهي تهدم كل تلك القلاع

التي أبنيها على رمل غيابك كل ليلة ….

أرتكبُ حماقاتٍ كثيرة!

كأن أخبئ صوتك في علب الكبريت

فيشتعل البيت كله دفعةً واحدة بعودٍ واحد

وتملأ تلك البحة قلب جارتنا الوحيدة ولعاً

فتراقص الأكمام المتدلية

من غرف ذاكرتها التي تطل على الهاوية..

ما البرد !؟

أخبرهم أنتَ ما البرد!

عندما يسكن أطراف اللهفة

ويقدد نتوءات الوحدة ..

أخبرهم أنت!

معنى أن تصلب الفراغ على فراشك كل ليلة

تمسكه بيديك تعصره بقوة

تضربه بفأس…. بمطرقة لا يهم

حتى ينزف أمامك تماماً

تثمل…. تضحك عالياً ولكأنك قتلت للتو

طيف الموت الذي يسكن وجه هذه الأرض

فيعود متسكعاً في الجهة المقابلة من الغرفة مستهزئاً

فتقتل أنت!

أخبرهم أين أخفيتُ أجنحة الليل

وبأي ركن من هذا الظلام أقترفُ حبك

وهو يهوي من تشققات السقف

كقشورٍ رثةٍ على جثتي المتعبة!

شيءٌ آخرٌ كلياً ينشره ضوءك

علك لا تفهم تماماً معنى

أن يتثاءب الفجر من وجهك

أو أن أصم أذني الوقت عن تنهداتك

حتى لا يسكر ليلي بك….

لن تعلم أيضاً معنى

أن أخفي ضحكتك في زجاجات فارغة

كنت قد أدخرتها لوجه النساء قبل أن تسكنها الحرب

لثرثرات الصبية في حارات دمشق ….

أخبئها لورودٍ تحبل كل ليلةٍ برائحتك

وبذاكرة النار على شفتيك….

لن تفهم يا صديقي!

ولن تعرف ما يعني كل هذا الهذيان لأمرأه مثلي

تعرف تماماً كيف تملأ قبة سماءك بمراجيح من نزق

بأغنيات الأمهات وهن يسرحن

شعر السحاب لأطفال لن يعودوا!

أو تعرف كيف تهدي ظلك كصدقة

للطيور الزاحفة نحو الجنوب بحثاً عن الدفء

علها تعود لترتدي بحتك….

غريبان نحن يا صديقي

لم يجمعنا سوى هذا الخراب

الذي لايزال يفيض على جنباته

كل هذا الحب الذي يسكننا بلا مبرر ولا سبب.

 

 

 

بقلم: ريم باندك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *