يا مطرَ المَطرْ/ رحمة بن مدربل – واحة الفكر Mêrga raman

 

يا مطرَ المَطرْ 


أزرقٌ سماويٌ هذا الغيابُ الذي يتناسلُ من رُوحِي
يشبِهُ شهقةً غادرَتْها الغِوايةُ فلم تنتشِي باشتهاءِ البهَاء
يُشبِهُ طفلةً شاختْ على أعتابِ القصيدة
تستجدِي البقاء …
مالي و مالكَ و البِحارُ العميقة أينعَتْ موجاتُها بالزَبَدْ
يا بحر القدَر …
ما زلت أغمسُ شفتِي في سوَادِ الاغترابِ فلا تسوَّدُ
و ترْفضُ أن تُغنِّي و تحيدُ عن التمنِّي
ما صرتُ أحسُّ أنِّي مِنِّي …
غادرني صبرِي …
صادرنِي عُمرِي
إلى سِدرةِ منتهايا و ما مُتُ …
أرافقُ دخانَ السجائر الأزرق الرمادي
الذي تنفثه شفتاه … ذلك الموتُ الأنيق …
في بذلة سوداء …
أعاشرُ الغسَقَ العقيمَ و أنجِبُ منه قُبلة
أزَرِّقُ العلامات التي لا أحد يراها
بلون قلبي … و أنبضُ كالموتِ في كفنِ الحرائق
أهذي طويلاً …
و يُسكرُنِي الخواء …
أشربُ من كأس العطش حتى أرتوي
الصوتُ باحَ به الأفق و أنا تبعتُ الليل إلى مغارتهِ الوحيدة
حيث شهوانية الموتِ الأكيدة
و ألوانُ النوَاح التي لا تنتهي
أشطبُ نفسي من مربعات الكلمات المُتقاطعة
شيخٌ طاعنٌ في الحبِّ مرَّ على رمالي و ترك عكازه أثراً عميقاً 


يا مطر َالمطر
يا ذاكَ الرَذاذ المرّ الذي ينزِف من عيني
يا دفقَ الغواية من صُلبِ الصقيع
يا دمي الذي يجري مع الغزلان في صحراء الحبّ
جفتْ عروقي … إنِّي رحلتْ …

 

بقلم: رحمة بن مدربل

الجزائر 2017 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *