مذّ تيهٌ وغياب/ علي كنفاني – واحة الفكر Mêrga raman

 

مذّ تيهٌ وغياب

 

مذّ تيهٌ وغياب

وأنا أقطعُ أجدله الوجوه

كـ عابرٍ في الحبِ

أمرُ على أحداقِ العيون

أفتشُ عن وَقْعٍ لكِ

يؤنس قلبي المتكأ على ريِش الهواء

أعودُ بصبابةِ ليلي المُسَهدْ

لأنكث عنهُ حصى الذكرى

والدروب

التي لطالما أينعـت بـنـا

ولهـاثُ رسائلُنا المدحرجة

على شفاهِ الحنين

 

مـذّ يقظت

فـاهُ الصُبح حـتى

يُثقل القمرُ ثديه في هدوء النهر

 

كل الوجوه فارغةً منكِ

كل الأماكن والمدن والشوارع

واقفةً على مفترقِ غيابكِ

فلا سبيل من اللقاءِ

ولا نجاة لي من شَرْنقَة الشوقِ

فـ باللهِ عليكِ قولي لـي

كيف لهذا القلب العقيم

أن ينجب حباً آخر

وأنتِ بين حينٌ وآخر

تسافرين في أضلعي كـ السحابة

لا تهدأ سيقان روحي

من عواصف ذكراكِ

حتى تُسقطني تمراً يابساً.

 

بقلم: علي كنفاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *