علاج إعجازي للسرطان من خلال تعاون بحثي جديد؟ – واحة الفكر Mêrga raman

سمحت السلطات الأمريكية بطرح عقار من انتاج عملاق الدواء السويسري نوفارتس ضد مرض اللوكيميا. ومن شأن هذا الدواء أن يشكل انطلاقة جديدة في مجال علاج نوع جد خطير من أنواع سرطان الدم. وسيكون الضوء الأخضر الذي أُعطِيَ لهذا العقار مرشداً كذلك للبحث في مجال الهندسة الحيوية، ذلك لإن نوفارتس قامت بتطوير المادة الفعالة لهذا الدواء بالاشتراك مع باحثين جامعيين.

قبل أسابيع قليلة، تصدر خبر سماح الوزارة الأمريكية للغذاء والدواء بطرح عقار “كيمريا” لعلاج اللوكيميا صفحات الجرائد حول العالم. ولم يكن السبب وراء هذه الضجة فقط الثمن الباهظ لهذا العقار. فالعلاج لمرة واحدة ـ إذ ليس هناك ما يدعو لتكراره ـ يتكلف 457 ألف فرنك سويسري، أي ما يربو على النصف مليون دولار أمريكي. والسبب الأساسي وراء هذا هو: أن نوفارتس تصنع لكل مريض الوصفة الخاصة المناسبة تماماً لحالة السرطان لديه.

كما أن السماح بطرح الدواء جاء أسرع بكثير من المتوقع. وكان السبب هو نجاح سلسلة من الاختبارات التجريبية (على المرضى). إذ استجاب السرطان للعلاج بعقار “كيمريا” لدى 52 من 63 مريض وذلك خلال تناوله لمدة ثلاثة أشهر.

وليس العقار وحده هو الجديد وإنما كذلك الطريقة التي تم تطويره أو بالأحرى اختراعه بها: فهذا العقار هو ثمرة تعاون بين نوفارتس وباحثين من جامعة بنسيلفانيا الأمريكية لمدة خمس سنوات.

هكذا يعمل “كيمريا”

يعد عقار كيمريا هو أول عقار يقوم على أساس ما يسمى بالـ “Car-T-Technologie” يتم السماح بطرحه. ويتم استخدامه ضد أحد الأنواع الخطيرة من اللوكيميا لدى الأطفال، والتي كانت غير قابلة للعلاج تقريباً حتى الآن، وبعد مرور خمس سنوات من العلاج (بالعقاقير المعروفة سلفاً) لم يبقَ سوى 10% من المرضى على قيد الحياة. ويعمل العقار الجديد من خلال تغييره لخلايا بعينها في دم المريض. وبعدها تبدأ هذه الخلايا المتغيرة في مهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها.

كانت النقطة المحورية في الإتفاق الذي أبرم في 2012 هي إنشاء مركز أبحاث مشترك في حرم الجامعة الأمريكية. وقد بدأ مركز “نوفارتس ـ بن للعلاج بالخلايا المتقدمة” الذي شاركت شركة نوفارتس السويسرية متعددة الأنشطة في إنشائه بحوالي 20 مليون فرنك في العمل عام 2016.

وتطمح نوفارتس من خلال هذا العقار إلى إحداث تطوير جذري في مجال علاج أمراض المناعة الخاصة. من ناحية أخرى فإن السويسريين قد ضمنوا لنفسهم بهذا العقار الرخصة العالمية حصرياً وبهذا أيضاً الحقوق التجارية لهذه التكنولوجيا المسماة بـ “CAR-T-Technologie”

 

swissinfo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *