حول الأعياد الوطنية اليمنية/ فارس قائد الحداد – واحة الفكر Mêrga raman

حول الأعياد الوطنية اليمنية

 

الاحتفال بالأعياد الوطنية الـ:55 و54 و50 لواحدية الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين وعيد الاستقلال. صورة مضمّنة 1

 

…….

في أجواء  فرائحية وبهيجة عمت الفرحة وارتسمت البهجة والسرور الكبير على محيا وأفواه كل اليمنين في الداخل والخارج حين اشتعلت وأضاءت السماء و الارض اليمنية  بأصوات الألعاب النارية والأناشيد الوطنية بصورة رائعة وفريدة لتنقل  للجميع في الداخل والخارج رسالة وطنية قوية  وعظيمة مفادها أن الشعب اليمني رغم الألم والجراح والحرب المؤلمة والظروف الاقتصادية القاسية وتفشي الفقر وانقطاع المرتبات احتفل قبل أيام قليلة بأعياد الثورة اليمنية   26سبتمبر ١٩٦٢م  و   ١٤أكتوبر١٩٦٣م وعما قريب سنحتفل بالعيد ال :٥٠ للاستقلال  ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م  حيث تعتبر هذه الثورات  من أعظم وأسمى وأقدس الثورات العربية التحريرية التي لا مثيل لها إطلاقا من حيث إنها ثورة إنسانية مدنية جمهورية وحدوية ديمقراطية قام بها كل أحرار وشرفاء  الوطن حيث ستظل وأحدية الثورة اليمنية ٢٦سبتمبر و١٤اكتوبر و٣٠ نوفمبر باقية وخالدة

في قلوب ملايين الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن ولن تستطيع اي حزب او جماعة دينية متطرفة القضاء عليها او المساس بها تحت اي مبرر لأنها محصنه ومحمية بإرادة الشباب وشرفاء الوطن مدنين وعسكريين.

وهي الثورة الأم الوحيدة المعترف بها شعبياً واقليمياً ودولياً وما دونها ليست إلا مجرد ثورات الموت والدمار والأزمات والفوضى المصطنعة فقط.

حيث مثل انطلاق شرارة الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر وتحقيق الاستقلال علامة فارقة في التاريخ السياسي للجمهورية اليمنية حكومة وشعبا حيث نقلت الشعب اليمني  من الواقع المؤلم والمرير في ظل وجود الفقر والجوع والبؤس والمرض  والجهل والتخلف  والأمية  والظلم والاستبداد والقمع والاضطهاد ومصادرة حقوق الشعب اليمني السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية  وإبقاء الوطن  في عزلة  رهيبة عربية وعالمية هذا الواقع المؤلم الذي كان مازال  يتحدث عنه التاريخ  وموجود في صفحات التاريخ والمؤلفات والمراجع العربية واليمنية ولم يكن نحن  ما قال هذا الكلام  من باب الكذب أو المغالطة  او المزايدة على نظام الشر والتطرف الإمامي فحسب وانما إبراز الحقيقة وما  مارسه  ذلك النظام الديني الإسلاموي الأمامي البائد  الأسري الرجعي المتخلف البغيض بحق شعبنا لعقود طويلة من الزمن و  كل ما ذكرته سابقا لم  يكن  من باب كشف مساوئ النظام الأمامي البائد  أو تزييف الحقائق كما قد يفهمها البعض من ضعفاء النفوس واسرى العبودية بقدر ما هو توضيح للأخ القارئ الكريم  ذلك الواقع الماضي التعيس والمؤلم  الذي. تكلم عنه التاريخ والمؤلفون والباحثون العرب والأجانب وهناك نماذج بشرية موجودون في كل قرية وفي كل محافظة من محافظات الجمهورية من أباءنا واجدادنا ممن عاصروا فترة حكم الأئمة، ربما لو تحدثنا مع أحدهم عن واقع حالهم في عهد الأئمة سيقول وبكل تأكيد كان حالهم مأساوي وليس من الباب الانصاف ان نقارن بين واقع الشعب اليمني في عهد الحكم الامامي وفي عهد نظام الجمهورية ففي عهد النظام الجمهوري أصبح حال الشعب اليمني بأفضل وأحسن حال عما كان علية في العهد الامامي.

 

ونتيجة لبقاء النظام الأمامي البائد في تسلطة وجبروته لم يكن أمام أبناء الشعب بكافة شرائحه الاجتماعية و القبلية في الريف والحضر اي خيار اخر سوى إعلان إطلاق شرارة الثورة اليمنية سبتمبر بقيادة الرعيل الاول من الضباط الأحرار  وهم  علي عبد المغني والثلايا واللقية والقردعي ومحمد محمود الزبيري  والهندوانة والعلفي وراحج غالب لبوزة وسالم يسلم الهارش وهاشم عمر اسماعيل واحمد احمد شكري ونصر الردفاني   ومحمد الأزرقي   وفضل الطاهري وغيرهم  من رموز ثورة ٢٦سبتمبرو١٤اكتوبر  الى ان جاء الرعيل الثاني من رموز الثورة وهم محمد عبدالله صالح ومجاهد ابو شوراب عبدالله ابو غانم والفسيل واحمد الكبسي وعبدالسلام الحداد وغيرهم من الأبطال الذين لا يتسع لنا المجال لذكرهم

وإعلان حالة التمرد في وجه النظام الأمامي البائد آنذاك وبداية مرحلة جديدة من الكفاح العسكري المسلح والتي قامت في بداية الأمر من خلال  حركة ثورية  مثل ثورة1948 و55 19 م بعضها نجحت وبعضها فشلت الا ان قيام الثورة في صبيحة يوم ال26من سبتمبر عام 1962م كانت بمثابة الضربة المؤلمة والقاضية التي افقدت النظام إلا مامي  توازنه  وشلت حركته  وجعله يتهاوى ويسقط سقوط مدوي  وإلى  الأبد التي  كانت بمثابة استكمال لثورتي 48 و55م  وبفضل من الله ثم بفضل التضحيات الجسمية والدماء الطاهرة والأرواح الزكية التي قدمها شهداء الثورة وقد أبلى مناضلون  الثورة السبتمبرية والاكتوبرية بلاءً حسناً في سبيل تحقيق الاهداف السته  التي قامت من أجلها ثورة٢٦ سبتمبر و١٤اكتوبر.

ولا ننسى ايضاً الموقف الاخوي الايجابي لجمهورية مصر العربية الشقيقة قيادة وشعب وجيش ودورها التاريخي وموقفها المشرف ووقوفها الى جانب الشعب اليمني في دعم مسيرة الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين حتى نجاحهما.

 

*التحديات والمعوقات التي واجهت قيام الثورة اليمنية 26سبتمبرواكتوبرالمجيدتين

 

كان من أبرز التحديات والمعوقات التي كان أثر بارز هي التركة الثقيلة والأوضاع المتدهورة في كافة مناحي الحياة التي خلفها النظام الأمامي البائد في وسط  من التدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي …الخ كانت هذه أبرز المعوقات التي واجهتها حكومات بعد الثورة والجمهورية والنظام الجمهور بإضافة إلى المحاولات البائسة والفاشلة  للإجهاض على  منجز الثورة وأهدافها ومبادئها السامية التي قام بها من تبقى من فلول النظام الأمامي البائد من خلال الحشد العسكري والتجييش وجمع المتطرفين والمرتزقة في محافظة حجة وكان الهدف من ذلك الحشد الامامي هو دخول العاصمة التاريخية للجمهورية اليمنية صنعاء وإسقاط النظام الجمهوري واستعادة الدولة الاماميه لكن صمود المناضلين حال دون وصولهم الى تحقيق مآربهم وتم دحرهم وفك الحصار عن العاصمة صنعاء.

 

–  واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبرو14 أكتوبر الخالدتين ومشروع الثورات المضادة

لا شك ان اندلاع ما تسمى ثورات الربيع العربي اقصد الربيع الصهيو-إيراني التي

اندلعت في بلادنا وبعض البلدان العربية كانت بمثابة مشروع فوضوي تدميري سلالي حملت معها روح الثورات المضادة لواحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبرو14 أكتوبر الخالدتين التي تستهدف القضاء على المشروع الوطني في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحرية والدستور والنظام والقانون.

حيث اثبتت الاحداث الساخنة ان هذه الثورات الفوضوية المزعومة 11فبراير 2011 و21 سبتمبر2014 التي يعزف ويرقص ويحتفل اصحابها على اثارها وماسيها وازماتها وويلاتها التي عمت ارجاء الشعب اليمني انها ثورات تدمير فقط.

لذلك ستظل مشروع الثورات الفوضوية المزعومة التي يعرفها الجميع بأنها أبرز وأخطر الثورات التي تعترض مشروع واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبرو14 أكتوبر الخالدتين التي يتوجب على كل احرار الوطن الحذر من هذا المشروع الخبيث وحتما ستسقط هذه المشاريع الصغيرة امام صمود وخلود واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر 30 نوفمبر وهذا ما ستثبته الايام.

 

– المحاولات الرامية لتشويه صورة واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبرو14 أكتوبر الخالدتين من خلال التشكيك والاساءات المتكررة التي نسمعها ونقرئها اليوم في بعض المقالات والكتابات الرخيصة التي تعود اصحابها على القول بان اهداف الثورة لم تحقق بعد طيلة فترة تحقيقها وان الثورة لم تتحقق بعد وان ووووالخ ولمن يقول ان واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبرو14 أكتوبر الخالدتين واهدافها ضلت صورية وشكلية ولم تتحقق اهدافها فهو كذاب ومنافق ومأجور وحاقد ومتربص.

 

 

*-التحولات الايجابية والمثمرة التي زرعتها نجاح ثورتي سيتمبر واكتوبر المجيدتين

ــ كان من ابرز خيرات هذه الثورة انها شكلت جسراً وحلقة وصل للعبور نحو انطلاق شرارة ثورة 14 اكتوبرالمجيدة والتي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد /غالب لبوزة رحمه الله لمقاومة الاستعمار البريطاني البغيض الذي افسد كل شيء وعمد الى صناعة الموت والدمار للإنسان اليمني وان افعال ذلك الاستعمار لا تقل وحشية ونازية عما فعلة المشروع الامامي الديني المتطرف في الشمال كما شكلت نجاح  ثور 26 سبتمبر في الشمال من وطننا الحبيب دعماً ومساندا ورافدا قوياً لثورة أكتوبر في الجنوب حتى تحقق لها النجاح والانتصار وطرد الاستعمار البريطاني البغيض وجلاؤه من الجنوب في 1967م والى البائد .

 

ــ ان الثورة بمعناها الواسع والرصين تعني التغيير إلى الأفضل  ولذلك فقد اسقطت والى الابد ما يسمى بالشرعية الثورية للإمامة الرجعية آنذاك  لتحل محلها الشرعية الدستورية للنظام الجمهوري الديمقراطي التعددي ولقد كانت ثورتنا الانطلاقة القوية نحو عهدٍ جديد وإلى بناء يمن مزدهر تأسست فيه قواعد الديمقراطية والشورى والعدل والمساواة فعم الخير وقُلع الشر وانتشر العمل ومحونا الأمية، وحلّت حياة العزة والكرامة والحرية بعد حياة العبودية والذل والهوان وهي مناسبة تحمل معها آلاف من المقارنات لما كان قبل الثورة من أوضاع وما تلاها من ملامح الإنجاز والتطوير والتحديث والتغيير الذي شمل كل نواحي الحياة، وانتقل بالإنسان اليمني ليجتاز قرون التخلف والتأخر والجمود والظلم الإمامين حتى أصبح اليوم في عهد النظام السابق برئاسة  شخص الرئيس  / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية  الاسبق رئيس المؤتمر – يعيش ثمرات التحول التي أينعت وألقت بخيراتها الطيبة في عهد هذا الزعيم الوحدوي  وفي عهد نظام حكمه الذي حمل على عاتقه مهام حماية وارساء دعائم الثورة وحماية مكتسباتها كما حمل مهام التحديث والتوحد وإرساء النهج الديمقراطي والسياسي  والتحول المعيشي في سائر أوجه الحياة اليمنية. وأصبح خير الثورة والوحدة ومنجزاتها يعم كل أنحاء الجمهورية وأصبح نورها يشع في كل شبر من الأرض اليمنية.

 

ــ ان الثورة شكلت نقلة نوعية وجسر للتواصل والانفتاح على العالم العربي والدولي حيث تجلى دورها في إخراج اليمن من عزلته الدولية وفك حالة الانغلاق التي فرضتها السياسة الخارجية للنظام الامامي على الوطن وشعبه. وما احدثته الثورة اليمنية من انطلاقة جديدة لدور اليمن الإقليمي والدولي والانفتاح على العالم الخارجي بالقول: مع انطلاقة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة كانت ولادة اليمن السعيد بحلتها الجديدة مع العالم الخارجي العربي والدولي.

 

ــ ان المتمعن في الأهداف والمبادئ التي ارتكزت عليها واختطتها ثورة 26سبتمبر المباركة، والتي تم استلهامها واستيحاؤها من البيئة اليمنية العريقة، ليدرك حقيقة الاعتناء ببناء الإنسان

فإنني سوف أوضح جانباً مهماً ومجالاً هاماً وهو تغير نظرة الإنسان اليمني للحياة وتطورها، وقد انطلقت هذه النظرة وارتبطت بمجالات البناء التي تحققت ولعل أهمها:

– الاهتمام بالتعليم ونشره وحث وتشجيع جميع افراد المجتمع على التعلم والانخراط في العملية التعليمية، وما تحقق شاهداً وملموساً في الواقع من جامعات ومدارس ومنشآت تعليمية، والذي يدل على البناء الحقيقي للإنسان اليمني.

وقد تواكب ذلك بالاهتمام بالثقافة والفكر، حيث تم الاعتناء بنشر وترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي والحضاري، ونبذ التطرف والتعصب.

– الاعتناء بالحقوق والواجبات وخلق وعي مجتمعي بالحقوق والواجبات في جميع المجالات، ونذكر من ذلك ارساء وترسيخ الوعي السياسي، والتي تم استيفاؤها من نصوص الشريعة الإسلامية التي تضمنت مبادئ عديدة ومن أهمها مبدأ الشورى والذي تم استلهامه وتطبيقه في الحياة العامة وترسيخه في الممارسة الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات «الرئاسية والنيابية والمحلية».

ان البناء الذي تحقق للإنسان اليمني اكسبه القدرة على فهم حقيقة الحياة وتطوراتها ومكنه من توسيع دوائر العلاقات الأخوية الخارجية والانفتاح مع محيطه العربي والإقليمي والعالمي، وهذا يحتم ان يتم توظيف ذلك في خدمة الوطن وتطويره والنهوض به في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويستلزم المزيد من التوحد ونبذ الفرقة والشتات، لكي يتم تحقيق أهداف سبتمبر واكتوبر

– ان نجاح ثورتي سبتمبر واكتوبر كانت بداية مثمرة وايجابية نحو الانتقال بالوطن إلى آفاق السلام والامن والاستقرار والتنمية في ظل وجود الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس النظام الجمهوري والوحدة اليمنية والديمقراطية.

 

ومن هنا ادعوا رجال المسئولية الوطنية في الجمهورية اليمنية، المؤمنين بجامعية الوطن، ورباط المواطنة المشتركة، وأن لنا مشتركا عميقا، ومصيرا واحدا، يجب أن يعلو ويعلى على سائر الاختلافات والخلافات والسمو على الجراح التي تبدو أمام حال الوطن حتمية غير قابلة للتأجيل أو الترحيل

كما ادعوا كل القوى السياسية الوطنية والخيرة  بما فيه الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وعبدربه منصور هادي  واللقاء المشترك وشركائه للعودة الى طاولة الحوار والحلول السلمية واجراء مصالحة وطنية بين المؤتمر واللقاء المشترك على قاعدة لا ضرر ولا ضرار والعمل معاً لاستكمال النجاحات المحققة على صعيد الا لتفاف حول شرعية الدولة وشرعية المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها السلطة البرلمانية (مجلسي النواب )والشورى باعتبارها السلطة الحاكمة في البلاد والمناط بها ادارة الدولة  وفق صلاحياتها القانونية والدستورية وايضاً الالتفاف والتمسك المطلق بالثورة الخالدة 26سبتمبر و14 اكتوبر و22 مايو  والتمسك بها وبالثوابت الوطنية وعدم السماح لأعداء الثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة للنيل منها او المساس بها لأنها التي تمثل  خارطة الطريق الآمن لكافة اليمنيين  صوب الغد المشرق .

بقلم:  فارس قائد الحداد/ اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *