ملائكة في الكنيس/ حسيب شحادة – واحة الفكر Mêrga raman

 ملائكة في الكنيس

ترجمة ب. حسيب شحادة

 

جامعة هلسنكي

 

فيما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة التي رواها راضي بن الأمين صدقة الصباحي (رتصون بن بنياميم صدقة الصفري ١٩٢٢-١٩٩٠) بالعبرية على ابنه بنياميم صدقة (١٩٤٤-)، الذي أعدّها، نقّحها، ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. -أخبار السامرة، العددين ١٢٢٨-١٢٢٩، ١ شباط ٢٠١٧، ص. ٢٥.

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى دول العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن الشقيقين، بنياميم (الأمين) ويفت (حسني)، نجْلي المرحوم راضي (رتصون) صدقة الصباحي (الصفري، ٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

’’ عمّاي، الشقيقان سعد/سعيد (سعد) وممدوح (آشر) ابنا صالح الصباحي (شلح الصفري) رحمهما الله، كانا يوقظوننا في الصباح الباكر كي لا نتأخّر عن صلاة السبت في الكنيس القديم في نابلس. قُبيل الثانية صباحًا نكون قد بدأنا بسيرنا في ظلمة الليل من الحيّ الجديد نحو الحيّ القديم، حيث لزم اصطحاب فانوس للمشي في شوارعه الضيقة حتّى في وقت الظهر. فانوس في يوم السبت ما كان بالطبع واردًا في الحُِسبان.

أصوات ملائكة

في أحد السبوت وصلنا الكنيس بعد أن أنهكنا أرجُلنا في الأزقة. صوت المصلّين هو الذي وجّهنا في الظلمة. عندما وصلنا الباب تلاشى الصوت وخيّم هدوء كامل، وفوجئنا بأنّ الباب موصدٌ. لا أحدَ يستطيع أن يُقنعنا بعدم انطلاق صوت الترنيم والفرح والصلاة من الكنيس.

” يقينًا، كان هنا ملائكة الله، الذين سبقونا في صلاتهم لباري الجميع“، قال لنا الشمّاس الكاهن أبو الحسن (أب حسده) بن يعقوب الذي وصل للتوّ بعدنا. لم يكن لدينا أيّ سبب لعدم تصديقه بالكامل“.

 

 

بقلم:

د. حسيب شحادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *