الفستق/ سوسن علي – واحة الفكر Mêrga raman

الفستق.

قصة لم تحدث أبداً

الأرض القريبة من السكة الحديدية، مزروعة بالفستق الأخضر، ذهبنا إليها أنا وأخي، قدنا دراجتنا على طول الطريق الترابية ثم أخفيناها بين شجرات السرو.

الأرض مسقية بالمياه الجارية رحنا ننبشها بحثاً عن حبات الفستق، صنادلنا تعلق بالطين، تتمزق مع كل خطوة، أيدينا ملطخة بالوحل، ملابسنا ووجوهنا أيضاً، أنفاسنا برائحة الفستق أنا وأحمد نضحك ونركض بأقدامنا العارية وسط الطين، هاربين من صاحب الأرض.

ممسكة بفردة حذائي الممزقة أركض لاهثة، أمسح أنفي بيدي الملطخة وأترك خط الوحل يمتد إلى خدي. الطريق يصبح أكثر طراوة مغطى بالأعشاب أشعر بها تحت قدمي العارية.

هناك وقفنا أسفل التل، بجانب جسر السكة الحديدية، ننظر خلفنا -الرجل لم يركض وراءنا، اكتفى بطردنا-.

كنا قد تعلمنا أن نضع حجرة صغيرة “بحصة” على الخط الحديدي ونراقبها إن اهتزت فالقطار قادم، راقبناها جيداً وما إن أتى حتى رحنا نرشق نوافذه بالحجارة.

النافذة المهشمة التي أجلس بجوارها اليوم، طوال الرحلة، أنظر من خلالها، أحاول سرقة ملامح الطريق، وكل ما أراه حياة محطمة.

 

 

 

 

بقلم: سوسن علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *