حينما قالتْ له أقرأ هذه الكُتب قبل موْتِكِ/ عطا الله شاهين – واحة الفكر Mêrga raman

حينما قالتْ له أقرأ هذه الكُتب قبل موْتِكِ

 

أتتْ ذات مساءٍ تلك المرأة المثقّفة لزيارةِ صديقِها المثقّف، الذي مرضَ فجأة، وحينما دخلتْ غرفته وجدته على السّرير يئنّ، وبدخّن سجائرَه كالعادة، فحزنتْ عليه، وقالت له: أنت مريضٌ للغاية ولا تتركُ السيجارةَ البتّة، وسألته عن حاله وعن كتاباته وقراءاته الأخيرة، فردّ عليها لقد مرضتُ يا صديقتي، ولم أقرأ شيئا، فقالت له: يا مسكين لقد أنهكك المرض، لكن قبل أن تموتَ أريد منكَ أن تقرأ هذه الكُتب، فردّ عليها: أعدكِ بأنني سأقرؤها عندما أشفى من مرضِي، وبدأتْ صديقته المثقّفة تعدّد له أسماءَ تلك الكُتب، وكان صديقُها المريض يصغي لها باهتمامٍ شديد، رغم أنه كان يئنّ من الألمِ، وقالتْ له: اقرأ كتاب 1984 لجورج اورويل، وكتاب فرانكشتاين لماري شيلي، وكتاب المحاكمة لفرانز كافكا، وكتاب السيدة دالوواي لفرجينيا وولف، وكتاب لوليتا لفلاديمير نابوكوف، وقلب الظلمات لجوزيف كونراد، ومدار السرطان لهنري ميلر، وسيارة العقيدة للكاتب إلياس كانيتي، هذه الكتب يا صديقي تستحق القراءة، فرد عليها: هل سأتمكن من قراءة تلك الكتب قبل موْتي، فأنا أشكّ في ذلك، فقالت له: طبعا ستتمكن فحالتك ستتحسن إن شاء الله، فحرام يا صديقي أن تموتَ دون تقرأها، فقال لها: أعدُكِ يا صديقتي بأنني سأقرأُ معظمَ الكُتب، التي ذكرتِها لي، فابتسمتْ له تلك المرأة المثقّفة، وقالتْ له قبل أن ترحل: انتبه لصحتكَ أكثر، ولا تدّخن كثيرا، وحينما تقرأ تلك الكتب قُل لي ما رأيكَ فيها، لأنني أعجبتُ جدا عندما فرأتها جميعها، فتلك الكتب تظلّ ملتصقةً بذهني.. فابتسمَ لها صديقها الرّاقد في الفراشِ وودّعها بابتسامةٍ عريضةٍ، وقالَ في ذاته: يا لهذه المرأة النّهمة في قراءةِ الكُتب.

 

 

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *