2

صورة/ رزان بنورة

صورة

 

صورة

وُضِعتُ مرةً

فوق سرير طفلة

وكنتُ فقط

أراقبها

وهي تبكي

وأمد أصابعي المبتورة

لأربت على كتفها ريثما تنام

وأبكي بدلاً عنها فتشق دموعي الجدران

على شكل رُطوبة….

ووُضِعتُ فوق سرير عاشقين بعدها

وحظيتُ بليالٍ شتوية مجنونة

استمعت لحوارات في الفلسفة والدين والتاريخ

ولصمتٍ ضجيجي

ونكاتٍ بذيئة وضحكات

وشاهدتُهم يتحابون ويتضاجعون ويتهاوشون.

وغرتُ كثيراً …. كثيراً،

وتكورتُ بداخلي

إلى أن كُسِرتُ بهاتفٍ

ذنبهُ وذنبي

أننا كنا شاهدي زور!

ثم

وُضعتُ بجانب الحاوية

ومتسولٌ رآني

وأخذني

وأصلحني

وباعني لمحل خردوات.

حينها ….

وُضِعتُ على حائطٍ شاحبٍ

في منتصفِ منزلٍ فارغ؛

أراد شابٌ تعيسٌ ووحيد

ويبدو أنه شاعر

أن يؤنس وحدتهُ بي

كان يجلس أمامي ويحدق بي لساعاتٍ

ويكتب،

حتى اعتقدتُ

أنني الله!

لقد شاهدتهُ وهو ينتحر،

والله لا يُخبر الحقيقة

لن أخبركم ما حدث،

لكن يبدو أنني لستُ الله،

وفي الحقيقة

لا أرغب أن أكونه.

وإنني مهما تغيرت ومهما تغيروا

ولو أعادوا تشكيلي

أو أعدت تشكيلهم

لي وظيفة في هذه الحياة

وظيفة واحدة

أن التصق بالحائط

إلى النهاية.

هذه الوظيفة التي اخترتُ بطواعية

أن أموتَ فيها،

الحزن حائط

الحائط مصيري ومأواي وملجأي

أنا الصورة.

بقلم: رزان بنورة

One thought on “صورة/ رزان بنورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top