حينما رأى الطفل امرأةً عارية/ عطا الله شاهين – واحة الفكر Mêrga raman

حينما رأى الطفل امرأةً عارية

 

كان الطفل فرِحاً لأنه سيرى البحر لأول مرة، فوالده وعده أن يأخذه إلى البحر، وحين وصل مع أمّه التي أصرت على المجيء معهما ذات نهارٍ، انبهر الطفل عند رؤيته للبحر، وراح ينظر صوب البحر بلونه الأزرق ورأى الموجات تداعب الشاطئ بكل هدوء.. لم يكن على الشاطئ أي أحد سوى امرأة عارية كانت تستلقي على الرمال وتقرأ كتابا .. وحين رآها الطفل خجِلَ منها، وعادَ الطّفلُ راجعا صوب أُمّه، التي كانت منشغلةً في الثرثرة مع الصديقات على الموبايل، لكنّ الطفل عاد ونظر صوب تلك المرأة، وحين رأته ينظر صوبها ابتسمتْ له، وراح الطفل يبتسم لها بعد أن نظر إليها بنظراتِ اندهاش .. فهو أول مرة يرى امرأة عارية.. فعاد الطفل إلى عند أمِّه مسرعا، وبينما كان والده يدخّن سيجارته ويتأمّل البحرَ.. اقتربَ الطّفلُ من أُمِّه وسألها لماذا تلك المرأة عارية؟ ألا تخجل من الآخرين، فأنا أول مرة أرى فيها امرأة عارية، فقالت له: لا تنظر صوبها، فهي تعوّدت على حياتها، ولا أحد ينظر صوبها من أبناء بلدها، فردّ عليها لقد رأيت أبي قبل قليل ينظر صوبها بحذر، لكن أبي لم يراني فقالت له: لا أظنّ أن والدكَ ينظر صوب تلك المرأة، ليس لأنني أراه رجلاً قدّيسا، لكن بسبب وجودي هنا معكما، فلو لم آتِ معكما فوالدكَ سينظر صوبها بكلّ تأكيد، فقال لها الطفل: أتدرين يا أُماه هي امرأةٌ ساحرة الجمَال، وأكثر شيء جذبني صوبها.. وصمتَ الطفل ولم يستطع الكلام، فنهَرَته أُمّه وقالت له: اذهب والعب بعيدا عنها وها هي تلك المرأة بدأت ترتدي ملابسها، ويبدو بأنها سترحل، فقالَ الطّفلُ في ذاته حتّى في ملابسها أراها امرأة ساحرة.

 

بقلم: عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *