حينما خدعه صوتها الناعم
سمعَ ذاك الشّابّ صوتَها عبر الموبايل بعد أنْ تعرّف عليها عبر موقعٍ للتّعارفِ في الإنترنت من خلال مغامراته المجنونة، فهو أراد الزواج، لكن حظّه سيء، فكلّ مرة يفشل في العثور على فتاةٍ مُناسبة له، وذات مساءٍ تعرّفَ على فتاةٍ شدّه صوتها النّاعم، واتفقَ معها للقائِها في أحدِ المقاهي، وقال لها: سأنتظركِ غداً في مقهى يقعُ في آخر الشّارع الرئيسي، فوافقتْ الفتاة، لكنّه قبل أنْ يغلقَ موبايله قال لها: قولي لي ماذا سترتدين لكيْ أعرفكِ، فقالتْ له عن لون ملابسها التي سترتديها.. وفي اليوم التّالي ذهبَ إلى المقهى وراح ينتظرُها، وقال في ذاته: لقدْ جذبَني صوتها النّاعم، واعتقدُ من صوتِها بأنّها ساحرة الجمَال، وبعد دقائق أتى النادل، وطلب فنجان قهوة، وراح ينفثُ دخانَ سجائره في مقهى كان يعج بالمرتادين، ونظر إلى ساعتِه، وقالَ في ذاته: لقد تأخّرتْ تلك الفتاة، وأدركَ بأنّ تأخيرَها ربّما يكون بسبب أزمةِ السّيْر في المدينة، وقال في ذاته: سأنتظرها لربعِ ساعةٍ إضافيّة، وطلبَ مرة أخرى فنجان قهوة من النّادل الذي بدا له بأنه مغرورٌ بربطةِ عنقه وبملابسه الغريبة، وحينما وصلتْ الفتاةُ وشاهدها من بعيدٍ، وعلِمَ مِنْ ملابسِها بأنَّها ذات الفتاة، صُعقَ من بشاعتِها، وأدارَ وجهَه وحملَ عُلبةَ السَّجائر وخرجَ، أمّا هي فراحتْ تنتظر بالقربِ من باب المقهى، وفي الطّريق قال في ذاته: لقدْ خدعني صوتها النّاعم، لم أعدْ مرة أخرى أنصاعُ لصوتِ امرأةٍ، فأنا اعتقدتُ حينما كلّمتها بأنّها ساحرة الجمَال.
بقلم: عطا الله شاهين