صياد وعدي/ نرجس عمران – واحة الفكر Mêrga raman

صياد وعدي

 

بالأمس حين كنت على قيد السلام، اقتحمت غمار الأمل بسلاح نور، وعيونٍ من لازورد وقلبٍ من دم الرمان. حتى بياض الفل من طهر إشراقي كان يغار.

كانت دروبي تشق مسارها إلى الفضاء بلا أجنحة، ومُناي تحث خطاها لتخترق الفضاء دون أسلحة.

وروحي تصطفي الجنة وتهبها في متناول الأرض،

وأنا على كل ميلة أرمي جسدي أجده سندسا واستبرقا وحرير نعام وإن لم يكتمل بعد حسه في ملمسي.

كنت أرى الفجر يغسلني بالندى من خلف تلال التعب

وأترقب أكف المحار غدا أو بعده وهي تناولي، لؤلؤة، وقيثارة. وأنشودة شطآن على شفاه الزبد.

لكني كنت أتعفف مكتنزة قناعة فالرضا يجعلني ملكة

وحاشتي سعادة، والبرد لا يجد في أوصالي مسرحا لأداء دور البطولة.

وبين فصول التحدي يؤول إلى مشاهد كومبارس على خشبة الإقدام.

ما كان يمسح عرق التنهد في خضم الكلام، سوى لمسة وعد بغدٍ من رخام، من مرمر، من حلم ربيته معي منذ كنت أحبو على أوراق الدفتر.

واليوم أنازع عمري لعله يترك لي رمقا به أمضي ..

أنقب بعيني عن روحي في كفني

وأغسل بدمعي كحل الغيم الذي يهطل أياما من بؤسي

وأكمل بشيء من أنين أذني يجلل أرجاء صدغي

لا تقفي … افقهي لا تقفي …

رغم أن الفقد غيب من أحبني بوفاء

لا يكفيك كي تتوقفي

وسرق من وهبته كلي دون رياء

وأيضا لا تفقي

وأخرس الضحكة في خلخال الشباب

تركني وتدا في رحم برعم لم يستنشق بعد نعمة النماء

الفقد …

الفقد …. تمكن مني حتى تملكني

أخرس النطق في حلق الهجاء

واليوم ومن هودج الرحيل في ركب الوجود

أوكد أنني لست على أهبة الإكمال، ولست على أتم البأس

وأكمل بباقي ما تبقى من رصيد الإصرار.

رغم أنف الحزن ونكاية بالجُبن وأتابع إلى حيث ترشقني أطياف الماضي بدلاء الذكريات.

إلى حيث أعتمر بالحنان، أرفل بأثواب أمان وأسربل والقنوط يحث الخطى إلى نبض وجدي

وأكمل وأُشهر سلاحا من نوع وردي

هكذا أرى قمة التحدي   .

فكن على صعيد انتظاري في عالمك المخملي، مآل اللقاء أن يَخِّر راضخا في مصيدة دأبي، فكن صياد وعدي.

 

 

 

بقلم: نرجس عمران/ سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *