سأتفرغ تماما ../ آمال محمود – واحة الفكر Mêrga raman

سأتفرغ تماما ..

لصنع تعويذة من شعر

مكونة من دموع امرأة حائرة

وخيبة شاعرة منسية

وغيرة مراهقة عاشقة

وذكريات عجوز فاقدة

وضغينة ساحرة مشعوذة

سأجمعها وأطحنها

أرش عليها القليل من ملامحي

المعتقة بعشقك

أصنع منها عمودا من شعر

أغرزه في صدرك

وليكن عشقك لي مؤبدا!

——————–

سأتفرغ تماما ..

لأحكم إغلاق بوابة أحلامي

سأجمع خلفها أكياس ندمي الطافحة

صناديق أكاذيبك المنتهية الصلاحية

سلال دموعي المتوارية في أعماقي

خياناتك العبثية

سأكدسها وأرصها كجدار من اسفلت

يصعب عليك اختراقه

حسبي

ألا تتمكن النيل مجددا من أحلامي البريئة!

——————–

سأتفرغ تماما ..

للعودة إلى زنزانة وحدتي

هناك حيث لا أنتظرك

فانتظارك كان يتيح لي فرصة التنزه

في لقاءاتنا الماضية

يتيح لي تصور ما تود قوله

يتيح لي تهيئة نفسي

لأسكبني بين يديك دفعة واحدة

لن أنتظرك

لا أريدك معي في انتظارك!

——————–

سأتفرغ تماما ..

لأوقظ المرأة الشريرة القابعة في أعماقي

أتواطأ معها سرا

أشدها من نومها الأبدي

لتخرج مني بكامل عدوانيتها

تحتل خلايا جسدي الناطقة باسمك

وتسير بي عكس نواياك!

——————–

سأتفرغ تماما ..

لأتسلل في كل ليلة

أجوب شوارع مدينتي

أقطف كل الورود المتفتحة لتوها

أعود بها إلى سريري

أزاول لعبتي حتى بزوغ الفجر

أقتلع بتلاتها من دون أدنى شفقة

أقنعني رغما عن حواسي الخمس

لا يحبني

لا يحبني!

——————–

سأتفرغ تماما ..

لأستضيف غيابك بحفاوة امرأة شرقية

أكرمه بمشنقة

على شكل، لا، باذخة الشكوك

أتبادل معه الألفة والأحاديث الطويلة

أودعه هواجسي العلقم

حينئذ

يسر لي بخطاياك الوفيرة

لأضحك بملء خيبتي!

——————–

سأتفرغ تماما ..

لنسيانك وقتلي!

 

 

بقلم: آمال محمود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *