قصص قصيرة جداً (حوار أعمى، انْفِلالٌ، تحول، استشفاء، جوع) / غفران سليمان كوسا – واحة الفكر Mêrga raman
غفران سليمان كوسا

قصص قصيرة جداً (حوار أعمى، انْفِلالٌ، تحول، استشفاء، جوع) 

 

حوار أعمى…

زرع في طريقها حصى بيضاء؛ أكلتها الطيور.

رسم لها بيت؛ محته قذيفة قبيحة.

انحنى ليقبل يدها؛ قطعها سيف أعمى.

رسم في أقرب غيمة خاتماً من ذهب يليق بإصبع مبتورة؛ سرقه نسر جاحد…بنى لها قصراً من ثلج؛ سكنته الشمس …التحق بالفردوس ملفوفاً بعلم؛ اتهمت نفسها بالشؤم.

 

انْفِلالٌ

تسلق قمم الإنسانية، غنى بصوت البلابل للشمس. تهدم الضوء من ارتفاع صوته، جرّته كهلاً براءته، جرفته سيول التغيير، أغمض فكره. عندما سحبوا آخر حبيبة له من بين ذراعيه، أتقن السكوت.

 

تحول

ضج الشارع بصوتي. أرعبهم. وضعوني في رؤوسهم الفارغة. لم يتحملوا حرارة ضميري. رموني في بئر عميق. انتشلني السيارة. استبشروا مواسم الخير. ضعت في دروب عبوديتهم. وجدت رأسي بين الأزهار المقطوفة.

 

استشفاء

لم تتق العدوى، كانت ثقتها عمياء بطاقاتها الداخلية، رفضت الطبيب، والدواء وتحكمت بالخرافات والحجب… سقمت، نزفت ..استأصلت أجزاءً منها بيديها.. لم يبق من جاذبيتها، هرب منها الشباب، تزوج المتعلم الغربة، والفقير القهر، والأفقر الحرب، والقبر، وتربع الأغنياء على مائدة أقيمت على روحها المرفوعة..لعب القدر وانتفض قلبها القوي، تتعافى ببطء.

 

جوع

دللت نفسي بوجبة بعد تعب، وصوم. أحضرت رغيف إنسانية، وسكبْتُ صحنَ محبةٍ بصلصة عدلٍ، لكي أتحلى اخترْت قطعة تعاون كبيرة بعد أن أزلْتُ عنها قشرة الطائفية، وزينْت مائدتي بتشكيلة منشوراتٍ، ولم أنسْ كأسَ التسامحِ الذي أشتهي.

بسكين رحمة، وشوكة أمل بدأْتُ وجبتي…قبل أن أتذوقها هجمَتْ جرذان ملونة.

 

بقلم: غفران سليمان كوسا/ سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *