تطور الكاريكاتير السياسي في الصحافة المصرية – واحة الفكر Mêrga raman

 

 

 

 

 

 

 

 

تطور الكاريكاتير السياسي في الصحافة المصرية

من وفاء شهاب الدين

عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة صدر كتاب “الكاريكاتير السياسي.. اللغة والفكاهة والنظرية البراغماتية”؛ للدكتور أحمد عبد التواب شرف الدين.

شهد العالم العربي محاولات مبكرة في ظهور فن الكاريكاتير السياسي مع نهايات القرن التاسع عشر والكاريكاتير السياسي مادة خطرة، فهو عبث هازل وهازئ في موقف جاد، وتطويع الريشة للساسة في مواقف ومشاهد لا تخطر على البال، وتحميلهم أقوالا وتعليقات لا يمكن أن تصدر عنهم وهم في كامل قواهم العقلية.. ..كل ذلك يجعلهم مادة دسمة للتهكم والسخرية وهو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني أو غيره، وفن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً.

يتناول المؤلف، علاقة الكاريكاتير السياسي باللغة، وكيف يستطيع رسام الكاريكاتير توظيف جوانب تواصلية ولغوية في رسومه لينتج مزيجا فائق القدرة على نقد عيوب المجتمع بصورة ساخرة وممتعة تفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانا لكي تدعو القراء لإحداث التغيير في ثوابت راسخة متجذرة في الواقع.

ولأن الكاريكاتير يستخدم أسلوبا بسيطا ومؤثرا في الوقت نفسه لنقل المعاني، صار له الدور الأبرز في تناول معظم قضايا المجتمع المهمة، خاصة أنه يُنشر بشكل يومي في الصحف والمجلات بأسلوب مشوق وممتع. والكاريكاتير من أهم الوسائل التي تؤثر على الرأي العام برموز وتلميحات مرئية أو شفهية لتوصيل المعني. كما تكمن أهمية الكاريكاتير السياسي في القدرة على تبسيط وبلورة الأحداث التي تحدث في الإطار اليومي لتكون مفهومة بسرعة وبطريقة تحقق الهدف المطلوب. ويرى د. أحمد، من خلال تجربته في التدريس بجامعتين أمريكيتين، أنه إذا كانت اللغة من أشكال التواصل في أي مجتمع، فالرسوم المرئية أيضاً إحدى أشكال التواصل التي تحتوي على سمات فريدة تجعلها أكثر إقناعاً من اللغة المكتوبة. وهناك أشكال من الكاريكاتير، مثل السياسي والاجتماعي والفكاهي، ولكل نوع وظائف عديدة كتسليط الضوء على بعض سلبيات المجتمع، ونقدها بشكل ساخر، مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى أن الكاريكاتير السياسي يمنح الصحف والمجلات شكلا أفضل يعفى القارئ من الملل. كما يتفادى الكاريكاتير الرقابة.

وعبر فصول الكتاب يحاول المؤلف لفت الأنظار إلى الكاريكاتير من المنظور اللغوي، والأدوات اللغوية المستخدمة فيه، ليتضح أن الكاريكاتير يمكن استخدامه لمواجهة بعض المفاهيم الخاطئة في الحياة اليومية، حيث يستخدم رموزا عالمية لمساعدة القارئ وتبسيط المعنى الضمني أو الخفي له. وعبر الكتاب، يحاول الدكتور استكشاف الفجوة بين المعنيين الظاهري والضمني، وتحديد ما يٌقال وما لا يٌقال، ويرى أيضا أن الاهتمام بالكاريكاتير من الناحية اللغوية كان لا يزال مفتقراً لدراسات كثيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *