لقاء على جدار الصمت/ مها عفاني – واحة الفكر Mêrga raman
بقلم: مها عفاني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقاء على جدار الصمت 

بعيد كل البعد ….

وكأنه صورة داخل إطار تعود نقوشه لعصور ما قبل الكتابة، تقرأ الشفاه فقط.

كان صورة معلقة على جدارٍ في أحد الحصون التي يمتلكها التتار، قسوة ملامحه بربرية،

تراقبه من بعيد، تحدق في صورته خلسه ورموشها تهتز تغطي بريق عينيها، بنظرة خائفة وكأنه يراها،

رسم سلامه لها، مع اشراقة كل يوم

تبتسم بإحساس غامض، ترددت قبل أن ترد الصباح،

ونبضاتها ترتجف في شريانها، وكأنها عطلت حركة المرور، فوق جسر معلق في الهواء،

وقررت أن تنظر الى ملامح وجهه دون خوف، مسحت عيونه بأطراف أصابعها، وتحسست شفتيه الرفيعة، وذقنه الأنيقة،

متسائلة، هل يعرف معنى الابتسام، هل بين كفيه حرارة تكفي لاستيعاب أصابعها التي تجمدت فوق ملامحه،

أم هو من أنصار هولاكو ؟! هل قلبه ينبض ويفهم لغة العيون،

ام يلاحق جميلته ليزيد عدد الجواري في قلاع دكتاتوريته؟!

واغمضت عينيها على قسوة تفكيرها الخائف من مواجهة المجهول،

نسيت وصفها الظالم، بمجرد أن ردت عليه السلام، واستقبلت صباحه الذي تعشق،

محاولةً تفسير إصراره على ملاحقة فجرها.

وراق لها أن يسيطر على تفكيرها، ويحتل جزء من قلبها وهي لا تدري،

كانت عنيدة جامحه، لم يقوى أحد على ترويض عقلها أو قلبها، الا هو….

سمعت صوته، وانهار جلمود الصخر أمامها، ووجدت قلبها بين يدي فارس نبيل، لم يكن من التتار، ولن تكون من جواريه

ولكن من هو ؟!

هل ترتمي بين ذراعيه الباردة، وتتذوق غضب حبه ؟!

هل تبحث عن حنانه الذي يخفيه خلف قسوة ملامحه ؟!

أشرف الليل على الرحيل، وها هي تعيد صورته تحت وسادتها، تغفو على رائحة عطره

وتحلم بلقاء على جدار الصمت.

مها عفاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *