يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح – واحة الفكر Mêrga raman

أثِقُ بالقصيدةِ عندما

تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك

لدَيها من الوفاءِ ..

ما يمنعُها أنْ تترُكَ أمواجَ الكلماتِ

دونَ مُشاكسةِ نوارِسِك

أثقُ بعينيكِ لأنّها تُتْقنُ مُغازلةَ عينيهَا

لديكِ من الائتمانِ ..

ما يجعلُكِ تُعيدينَ لها أرصِدةَ قلبِها

حينَ تنسى خَفْقَهُ غافيًا

تحتَ عِرْزالِ أهدابِك

سلمى ..

ظلُّكِ المُنفلِتُ الذي نُلاحقُهُ على جُرْفٍ

يحوكُ قناطرَ الشَّمس ومقاماتِ الصَّباح

شالُكِ المُونِقُ الذي ألقيتِهِ

على جسَدِ القصيدة

يعدو على ظَهْرِها أنفاسًا خضراءَ مُورِقَة

يرسو على عُنُقِها شامَةً هيفاءَ نافِرَة

أخبريني سلمى ..

وأنتِ تفيضينَ بمَلَكُوتِ السَّنا

على أيِّ الضِّفافِ زرَعْتِ زَهْوَ سُنبُلتِك؟!

سأُيمِّمُ آثارَ يقينِكِ

قبلَ أن تتخثَّرَ أُمنياتُ الوطنِ

وتتلعْثَمَ أفئدةُ خُطاهُ

سأحرُثُ ما احلوْلَكَ من إرْثِ مَسراهُ

وأحصُدُ ما احْلَوْلَى من ميراثِ معارِجِه

فأنا أحْرَصُ الحُرَّاسِ

على أسرارِ رِسالَتِهِ وحُرُمَاتِ مِحاريبِه

********

✍️** وأنتَ القابعُ في تسابيحِ الرَّجاء

واليانعُ بنَدِيَّاتِ الدُّعاءِ و محظِيَّاتِ خُضْرتِه

لِمَ لمْ تدَعْ لي نوافذَ العُشْبِ ومنافِذَ الأفياء

لأَخلعَ معاطِفَ الفَيافي

وأُلقي بها إلى حَدَبَاتِ اليَبَاب؟!

قدَري أنْ ألتَقِيكَ في ريْحَانةِ الصَّبر

وأُسامِرَكَ في رحَابةِ الشَّوقِ

وعلى حَوَافِّ التَّعاريجِ المُشْجِرَة

أُلوِّحُ لكَ بأعشاشِ الحنين

يا شاعري .. أكُلَّما نظرتُ إلى عُيونِ غَيمَتِك

فاحَ سُفُورُ لحظِها بسِفْرِ الآسِ والصَّنَوْبَر؟!

قُلتُ لكَ حبيبي .. أنا لا أكرهُ جمالَ قُدسِك

ولكنَّكَ تجعلُني في كلِّ نفْحةٍ

أتألَّمُ لشدَّةِ جمالِها

ومهما أبْعَدَتْنِي عنكَ أرْتالُ الغَسَقِ

وحلَّقتُ بعيدًا في أوْرِدَةِ الأُفُقِ

لن أُحلِّقَ أبعدَ من ريشِكَ المتساقطِ بالألق

على قِبابِها الحزينةِ وشبابيكِها اليتيمة

كنتَ عاهَدْتَني أن لا تدَعَ الحساسينَ

تبكي على زُروعِ شُرُفاتِها

وتنزِفُ عشقًا على صُدُوعِ عتبَاتِها

ولكَمْ أوقدْتَ لها أحداقَ حرفِك

وبذلْتَ لها أرواحَ قوافيكَ

وكحَّلْتَها بحُوريَّاتِ رُؤاك

ألهذا يا حبيبي تتعثَّرُ دِماكَ

حينَ تُصغي لرفيفِها المُباغِتِ

وهي تبتكرُ فجرَها

في ذاكرةِ النَّدى وتتعرَّقُ بالحُقُول؟!..

لن تذبُلَ أزهارُنا .. لن تُجفِلَها مناجِلُ الغِياب

سنبقى أُمومَةَ المطرِ وَأُبوَّةَ الشِّعرِ

وعائلةَ الوجْد وسُلالةَ نُسْغِهِ المغدور

سنبقى يا حبيبي ..

نتلمَّسُ راحَةَ القصيدةِ وإنْ غضَّنَتْها الرِّياح

ونُدوِّنُ أضاميمَ الكلماتِ

ونضمُّها بأَذْرُعِ الشَّاهِدة

وحُضْنٍ عن الشَّهادةِ لا يتوووبْ