ماذا ينتظر قارة المناجم؟/ بقلم: خالد السلامي – واحة الفكر Mêrga raman

إن ما تشهده حاليا القارة السمراء من أحداث متسارعة قد تثير العديد من التساؤلات حول مجريات تلك الأحداث وغاياتها ومدى استقلاليتها عن الخارج فهذه القارة العتيدة كانت ولا زالت طوال عقود من الزمن تمثل المنجم الكبير الذي يجهز الغرب بالعديد من الثروات ابتداء من البشر الذي يستخدمونه بتجارة الرق الى اليورانيوم والذهب والعديد من المعادن ذات الأهمية القصوى في الصناعات التكنولوجية والغذائية وغيرها وفي غفلة من الزمن تمرد العديد من بلدان قارة المناجم على الغرب  كما حصل ويحصل الآن في النيجر ومالي وبوركينافاسو وغيرها من الدول الأفريقية التي بدأت تخرج عن طاعة الغرب وتسعى لتحقيق سيادة حقيقة تُمكن الأفارقة من الاستمتاع بما لديهم من أفضل الخيرات في العالم والتي تذهب جُلُها الى الغرب واذا حصل وتمكنت افريقيا ان تخرج من عنق الزجاجة الغربية دون السقوط في زجاجة الشرق فذلك سيكون فعلا هو البداية الفعلية لنهوض المارد الافريقي وربما سيكون لهذا النهوض دور فعال في الوضع العالمي اذا توفرت القيادة الحكيمة والارادة القوية للحفاظ على وحدة افريقيا بالشكل الذي يُبعد عنها كل الاحتمالات الخطيرة التي تهدد سلامتها إنتقاما منها على ما تحاوله للوصول إلى حقها الطبيعي في الاستقلال والاستفادة القصوى من ثرواتها العديدة نوعاً والهائلة كماً وبالتأكيد ان هذا سيؤثر بشكل كبير وفعال على الغرب اقتصاديا لانه سيحرمهم من اهم مصادر قوتهم الاقتصادية .

يبقى القرار المنتظر مما يسمى بمنظمة دول غرب افريقيا الموسومة اختصاراً (إيكواس) بشأن ما حصل في النيجر مؤخرا هو الذي سيحدد مصير هذه القارة اما الحفاظ على أمنها وسلامتها اذا اختارت عدم التدخل العسكري او الانهيار التام لا سمح الله في حال فضلت الخيار العسكري وذلك بسبب عدم اتفاق جميع اعضاءها بخصوص انقلاب النيجر بل واعتراض العديد من منهم على اي تدخل عسكري في النيجر والتهديد بالوقوف مع إنقلابيي تلك الدولة مما قد يحول القارة بكاملها الى ساحة كبرى للفوضى المُدمِرة كما يحصل الآن في الساحة العربية المجاورة لها والمتداخلة معها حيث  أدت تلك الفوضى العارمة التي عَمَّت الوطن العربي إلى انهيار الأمة العربية بشكل مأساوي لم تشهد له مثيلا منذ قرون طويلة بسبب فقدان الحكمة لدى سياسيي العرب وربابنة سفنهم سواء كانوا موالين ام معارضين.

مما جعل العرب عبرة لكل شعوب العالم من ناحية الفوضى الهوجاء التي تعم كل بلادنا العربية  والتي نرجو ان يعتبر بها ومنها قادة افريقيا وابعاد خطر تلك الفوضى  المرعبة والمدمرة عن ربوع قارتهم .