تغريد بو مرعي: الترجمة ليست مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى بل لا بد من الإتقان/بقلم: خالد ديريك – واحة الفكر Mêrga raman
تغريد بو مرعي، شاعرة وإعلامية ومترجمة
تغريد بو مرعي: الترجمة ليست مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى بل لا بد من الإتقان
(بو مرعي) الحنين إلى الوطن فتح أمامي أفقًا واسعة للكتابة

وُلدت في بلدة قب الياس، البقاع الأوسط ـ لبنان. تلقّت تعليمها منذ المراحل التمهيدية ولغاية البكالوريا في مدرسة راهبات الرسل ، وتخرّجت من الجامعة اللبنانية البقاع الأوسط فرع الحقوق والعلوم السياسية.
عاشت حياتها متنقلة من بلد لآخر من موطنها لبنان إلى إيطاليا إلى سويسرا إلى البرازيل حيث تقيم حاليًا. تتقن خمس لغات إلى جانب لغتها الأم ( العربية) ، وهي الفرنسية، الإنجليزية، الإيطالية، البرتغالية والإسبانية ، وهي معلمة لغة عربية لغير الناطقين بها. عملت كمحررة ومسؤولة قسم الترجمة في بعض المنابر الإعلامية المقروءة، وعضو في بعض الجمعيات الثقافية العربية والدولية، وحائزة على عشرات شهادات فخرية وتكريمات من قبل اتحادات وجمعيات عربية وعالمية مثل البرازيل إيطاليا وإسبانيا والأرجنتين والمكسيك وأميركا والصين…
تكتب القصص القصيرة والشعر بمختلف أنواعه والنثر والمقالات والأبحاث وقصص الأطفال والمذكرات والهايكو والومضة والدراسات النقدية ( 65 مقال حتى تاريخه)
صدر لها:
1 _تغاريد الشوق . مترجم إلى اللغتين الإنكليزية والاسبانية. 2 _ديوان مفاتح، العلوم آيات…وتجليات . 3 _فلسفات على حافّةِ الروح. مترجم الى اللغة الانكليزية والبرتغالية والاسبانية. 4 _جروح الوجد . 5 _ لي ما ليس لي. 6 _أبجدية السقوط. 7 _أبجدية السقوط بين اللغة والفكر (دراسات نقدية) 8 _ثقافة المعنى والمبنى لكتاب فلسفات على حافة الروح. 9 _طوفان الأقصى. 10 _الديوان المُحمّدي- يا رسول الله ( جزئين) 11 _حواف الذّاكرة. 12 _سادن الغيب. 13 _موسيقا بتهوفن! 14 _ FLOWERS OF LOVE . 15_ LA ESPERANZA. 16_ Intercontinental stories. 17 _THE LAST AIR: 18 _ECO DE LETRAS (قيد المراجعة). 19_( ومضات شعرية) ( قيد المراجعة). 20 _( من حكايات جدتي)( قيد المراجعة) . 21_(إبداعات نقدية في تجربتي الإبداعية)( قيد المراجعة). 22_طيور الجنّة! (قيد المراجعة)
_ شاركت في أكثر من 70 أنطولوجيا للشعر العالمي . _ ترجمت ٢٥ كتابا لغاية تاريخه ومئات القصائد والنصوص النثرية لشعراء وشواعر عرب وأجانب. _تُرجمت أعمال الكاتبة والشاعرة بو مرعي الأدبية والشعرية إلى 48 لغة.
تغريد بو مرعي، شاعرة وأديبة وإعلامية ومترجمة لبنانية.

 

خالد ديريك

حوار أجراه: خالد ديريك

نص الحوار …

بدأنا الحوار عن بداية اكتشاف موهبتها:
بدأت حكايتي مع الكتابة في المدرسة حيث انتبه استاذ اللغة العربية لموهبتي وكان من المشجعين الداعمين لي ، كما كان لخالي ولمكتبته الثرية الفضل في صقل موهبة الكتابة لدي وأول قصيدة نُشرت لي كانت بعنوان ” القضية” ، نُشرت في مجلة الحرية في لبنان ، وكنت أثناءها في الثانية عشر من عمري.
الروافد التي منها تستمد فيض التألق:
الشاعر يمكن أن يستمد الإلهام من عدة روافد، كالطبيعة وجمالها وتنوعها وروعتها. كما يمكن للتجارب الشخصية والعواطف أن تكون مصدرًا رئيسيًا للإلهام والابداع في كتابة الشعر. قراءة أعمال أدبية سابقة واستكشاف الثقافات المختلفة يمكن أن توسع آفاق الشاعر وتساهم في تنويع مواضيعه وأساليبه. الاستكشاف الفلسفي والديني يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للشاعر ويساهم في تعميق رؤيته وتأملاته.

تنبت بذرة الشعر والنثر عندها في الليل حيث السكون والعزلة:
بذرة الشعر والنثر قد تنبت في أي لحظة أو مكان، وتتأثر بالعديد من العوامل والمشاعر. إن جميع الحالات التي ذكرتها تحث على الإبداع الأدبي، ولكن الشاعر لديه لحظاته الخاصة فأنا مثلًا، أجد الشعر يستحضرني في الليل حيث السكون والعزلة والهدوء لكتابة مشاعر الرومانسية والتأمل، ربما البعض من الشعراء يستحضرهم الشعر في أوقات الضجيج والأضواء ، في النهار وفي أوقات العمل …
أما الحنين إلى الوطن كان له تجلياته الأكبر:
الحنين إلى الوطن فتح أمامي أفقًا واسعة للكتابة، مثيرًا المشاعر العميقة والأشواق والذكريات ولحظات الشغف والانفعال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ت0كون أي تجربة أو مشاعر شخصية أو اجتماعية أو طبيعية مصدر إلهام للكتّاب والشعراء لإبداع أعمالهم الأدبية.

كخريجة فرع الحقوق والعلوم السياسية، أبدت رأيها عن مدى الارتباط الممكن بين هذا الفرع و والكتابة والأدب:
أما بالنسبة للقانون والسياسة، فقد يكون لهما ارتباط بالكتابة والأدب من خلال استلهام القصص والروايات من قضايا قانونية أو سياسية، مما يجعل الكتاب يستخدمون كتابتهم كوسيلة لاستكشاف وتوثيق هذه القضايا. بالإضافة إلى الشعر السياسي الذي يعبر عن المواقف السياسية والرؤى القانونية، فيستخدمها الشاعر كوسيلة للتعبير عن الانتماء السياسي والدعوة إلى التغيير.
وعلى الرغم من أن القانون والسياسة قد لا يكونا مصدرًا مباشرًا للإبداع الأدبي، إلا أنهما يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على المواضيع والأفكار التي يتناولها الكتاب والشعراء في أعمالهم.

رأت إن القصائد التي تعالج قضايا العصر قد تكون أكثر رواجَا:
القصائد التي تعالج قضايا العصر والمجتمعات قد تكون محط اهتمام كبيرة وتحظى برواج واسع، خاصة إذا كانت تعبر عن قضايا مهمة وجوانب متعددة من الحياة اليومية التي يواجهها الناس في عصرهم. تتميز هذه القصائد بقدرتها على إلقاء الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية التي تهم الناس في زمانهم، وقد تثير النقاش والتأمل والتحفيز للتفكير والتغيير.
من خلال تناول هذه القضايا بأسلوب شعري مميز وملهم، قد تصبح القصائد أداة فعالة لنقل الرسائل وتعزيز التواصل والتفاعل بين الأفراد والمجتمعات. وبالتالي، فإن هذه القصائد قد تحظى بشعبية واسعة وتلقى اهتمامًا كبيرًا من القراء والمستمعين، وقد تصبح مصدر إلهام للأجيال القادمة.
أما قصائدها فأغلبها عن…:
غالبية قصائدي تدور مواضيعها حول الوطن وفلسطين والشوق والحنين وكثير من الفلسفة والتأمل في الوجود والغيب.

الشاعر الذي لا يكتب الشعر الموزون لا يعني بالضرورة أنه ليس شاعرًا:
الشعر العمودي الموزون هو نوع محدد من الشعر يتميز بقواعد معينة في القافية والوزن والتوزيع الصوتي، وغالباً ما يتبع تقنيات شعرية تقليدية مثل القصيدة القصيرة أو القصيدة الطويلة. بالطبع، الشاعر الذي لا يكتب الشعر العمودي الموزون لا يعني بالضرورة أنه ليس شاعرًا، بل قد يختار أسلوبًا أدبيًا آخر يعبر من خلاله عن مشاعره وأفكاره بشكل أدق وأكثر تعبيرًا بالنسبة له.

 

قصيدة النثر تحظى بقاعدة كبيرة من المعجبين والمتابعين:
أما بالنسبة لقصيدة النثر، فهي نوع من الشعر يتخذ شكل النثر العادي دون الالتزام بالأنماط والتقنيات التقليدية للشعر. ومع ذلك، قصيدة النثر قد تعبر عن مشاعر عميقة وأفكار معقدة بطريقة مباشرة ومفصحة، وقد تتميز بقوة التعبير والتأثير العاطفي.
بالرغم من أن قصيدة النثر قد تتعرض لانتقادات من بعض النقاد الذين يرون أنها تفتقر إلى الهيكلية والجمالية التي يتوقعونها من الشعر التقليدي، إلا أنها ما زالت تحظى بشعبية كبيرة وتحظى بقاعدة كبيرة من المعجبين والمتابعين، خاصة في العصر الحالي الذي يشهد تنوعاً وتطوراً في أشكال الفنون والأدب.
هناك العديد من الشعراء الحداثيين الذين ابتكروا ونجحوا في كتابة قصيدة النثر بجمالية وإبداع، ومن بينهم أحلام مستغانمي: شاعرة وكاتبة جزائرية تعتبر من رواد كتابة قصيدة النثر بأسلوب مبتكر وجميل، حيث تمزج بين النثر والشعر بطريقة فنية تلقى إعجاباً كبيراً. نزار قباني: شاعر وكاتب سوري تألق في كتابة الشعر النثري الجميل والمؤثر، وتميزت قصائده بالعمق والجمالية. عبد الوهاب البياتي: شاعر عراقي معاصر يعتبر من أبرز الشعراء الحداثيين الذين استخدموا قصيدة النثر بشكل مبدع وجمالي في إبداعاتهم الشعرية. كشاعرة تكتب العمودي ” ديوان جروح الوجد ديوان موسيقا بتهوفن” كان لي أيضًا تجربة رائعة مع فئة الشعر الحر وقدمت إسهاماتي من خلال ديوان “سادن الغيب” و ديوان “حواف الذّاكرة “.

ليس هناك قاعدة صارمة تحدد هوية محور القصة القصيرة:
ليس بالضرورة أن يكون محور القصة القصيرة دائمًا عن الشخصية البشرية، بل يمكن أن يرتكز على كائن حي آخر أو من الجماد أو الأطلال أو حتى مفهوم أو فكرة معينة. فالقصة القصيرة تعتمد بشكل أساسي على قدرة الكاتب على إثارة الاهتمام وإيجاد توتر وتشويق يحفز القارئ على متابعة الأحداث.
قد يختار الكاتب أن يجعل من الكائنات الحية غير البشرية أو الأشياء ذات الطابع الجماد محورًا للقصة، ويعتمد الأمر على الفكرة التي يريد توصيلها أو الموضوع الذي يرغب في استكشافه. فالهدف من القصة القصيرة هو إثارة المشاعر والتفكير لدى القارئ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مختلف العناصر والمحاور التي يختارها الكاتب. بالتالي، ليس هناك قاعدة صارمة تحدد أن محور القصة القصيرة يجب أن يكون دائمًا عن الشخصية البشرية، بل يمكن أن يتفاوت ذلك وفقًا لرؤية الكاتب وموضوع القصة والأسلوب الذي يرغب في استخدامه.

العوامل التي أدت إلى ظهور القصة الومضة والقصة الصيرة جدا والهايكو:
إن هذا الظهور يمكن أن يرتبط بعدة عوامل، منها:
1. ضغط الوقت: في عصرنا الحالي الذي يتسم بسرعة الحياة وضغط الوقت، يفضل البعض قراءة النصوص القصيرة التي يمكن استيعابها بسرعة بدلاً من القصص الطويلة التي تتطلب وقتًا أطول لقراءتها.
2. الاستهلاك السريع: تكنولوجيا الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الاستهلاك السريع للمعلومات قد تؤثر على اتجاه القُراء نحو النصوص القصيرة التي يمكن مشاركتها واستيعابها بسرعة.
3. الذوق الأدبي: قد يكون لدى بعض القُراء تفضيل للنصوص القصيرة بسبب طبيعة الأسلوب الأدبي الذي يميزها وقدرتها على توجيه رسائل قوية ومعبرة بشكل مباشر.
4. التطور الأدبي: يعتبر ظهور القصة الومضة والهايكو جزءًا من تطور الأدب وتنوعه، حيث يبحث الكتّاب عن أساليب جديدة للتعبير عن الأفكار والمشاعر في مساحات قصيرة ومبتكرة.
لذا يمكن أن تكون هذه الأسباب متعلقة بتغيرات في الثقافة والتوجهات الأدبية والاجتماعية.

ـ هل كاتب أدب الطفل عليه اقتناض شخصية الطفل أي استحضار نفسه في عمر الطفل؟

ككاتبة لقصص الأطفال يمكنني الإجابة بنعم.. يُعتبر اقتناص شخصية الطفل واستحضار نفس الكاتب في عمر الطفل أمرًا مهمًا في كتابة أدب الطفل بشكل فعّال. لكي يكون كاتب أدب الطفل ناجحًا، يجب أن يفهم جيدًا عقلية ومشاعر الأطفال ويكون قادرًا على التواصل معهم بشكل فعّال.
عندما يقتني الكاتب شخصية الطفل ويستحضر نفسه في عمر الطفل، يمكنه التعبير بشكل أفضل عن تجارب الطفولة ومشاعرها واهتماماتها بطريقة تتناسب مع فهم الأطفال وتوقعاتهم. هذا يساعد على خلق قصص وشخصيات تلهم وتُمتّع الأطفال وتعزز تفاعلهم مع النصوص.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر استحضار شخصية الطفل أثناء كتابة أدب الطفل أمرًا مهمًا للتواصل الفعّال مع الجمهور المستهدف وفهم احتياجاتهم واهتماماتهم بشكل أفضل، مما يسهم في إنتاج أعمال أدبية جذابة وممتعة للأطفال.

 

تعتقد إن الأدب المشترك أو الشعر المشترك يلعب دورًا هامًا في تعزيز التواصل والتفاهم بين ثقافات مختلفة:
فهو يسهم في بناء جسور من التفاهم والتعاون بين الشعوب والثقافات المختلفة. كما يعزز الوعي الثقافي والانفتاح على الآخر، ويساهم في تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل.
والمشاركة في دواوين جماعية مشتركة لها عدة منافع، بما في ذلك:
1. الفرصة للتعرف والتواصل: يمكن للمشاركة في دواوين جماعية أن توفر فرصة للكتّاب للتعرف على بعضهم البعض وبناء شبكات جديدة من الصداقات والتواصل في المجال الأدبي.
2. النشر والانتشار: بوجود عدة أسماء وأعمال في كتاب واحد، يمكن للكتاب أن يستفيدوا من انتشار الدواوين المشتركة في الأوساط الأدبية والثقافية، مما يساهم في زيادة الانتباه والاهتمام بأعمالهم.
3. التعريف بأسلوب الكتابة والمواضيع: يمكن للقراء الاطلاع على مجموعة متنوعة من الأساليب الأدبية والمواضيع المختلفة في دواوين جماعية، مما يساعدهم في توسيع آفاقهم الأدبية واكتشاف أساليب جديدة ومثيرة للاهتمام.
4. الدعم المتبادل: من خلال المشاركة في دواوين جماعية، يمكن للكتّاب دعم بعضهم البعض وتبادل الخبرات والملاحظات والتعليقات البناءة، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم الأدبية.
بالطبع، يعتمد الاستفادة الكاملة من المشاركة في دواوين جماعية على جودة الأعمال المشاركة وعلى مدى الترويج والتسويق للكتاب، وقد تكون هذه العوامل مهمة لتحقيق النجاح والتأثير في الوسط الأدبي.

النقد والنقاد
يواجه النقد صعوبات جمة:
في وسط تزاحم النصوص في مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون للنقاد دورًا مهمًا في تحليل وتقييم الأعمال الأدبية والثقافية التي يتم نشرها. ومع ذلك، يواجه النقد تحديات في التمييز بين النصوص الجيدة والسيئة في ظل وجود كم هائل من المحتوى.
إذن، كيف يمكن غربلة السيء من الحسن؟
أما عن كيفية غربلة السيء من الحسن في وسائل التواصل الاجتماعي، لا بد من التركيز على الجودة بحيث يجب على النقاد التركيز على تحليل وتقييم الأعمال الأدبية والثقافية بناءً على جودتها ومضمونها، وعدم الانجرار وراء العناوين الباهتة أو النصوص ذات المضمون الضعيف أو المصالح المشتركة، وذلك باستخدام النظريات الأدبية والمناهج التحليلية الموثوقة لتقييم النصوص وتحديد جودتها وقيمتها الأدبية، مع الاعتماد على الموثوقية والمصداقية بحيث تكون المصادر موثوقة ومعترف بها في عملهم، وتقديم تقييمات وتوجيهات مستندة إلى تحليل موضوعي وصادق. كما يمكن للنّقاد طرح النقاشات والأسئلة حول الأعمال الأدبية، مما يمكن أن يسهم في رفع مستوى الوعي الثقافي والأدبي لدى الجمهور وتوجيههم نحو المحتوى الأدبي والثقافي الجيد.

عملية النقد مسؤولية شاملة:
المسؤولية في عملية النقد لا تقع على كتف شخص أو جهة محددة، بل يمكن أن يكون للمجتمع الأدبي بأسره دور في هذا الصدد. النقد الأدبي هو عملية تفاعلية تشمل مشاركة الكتّاب والنقاد والقراء، حيث يسعى النقاد إلى تحليل وتقييم الأعمال الأدبية بطريقة موضوعية ومنصفة، بينما يستفيد الكتّاب والقراء من التوجيهات والتوصيات التي يقدمها النقاد.
معايير اختيار النص للدراسة النقدية:
بالنسبة لاختيار النص أو الكتاب لإجراء دراسة نقدية عليه، يمكن أن نرتكز على عدة معايير كما ذكرنا سابقًا، كالجودة الأدبية بحيث يتم اختيار النصوص التي تتمتع بجودة عالية من حيث الأسلوب الأدبي والبناء الروائي وعمق الموضوع، وأيضًا النصوص التي تثير قضايا مهمة وملهمة وتساهم في النقاش الثقافي والفكري.
يمكن اختيار النصوص أيضًا من التي تحظى بشعبية واسعة بين القراء أو التي تتمتع بالابتكار والتجديد في أساليب الكتابة والتعبير، أو التي تقدم رؤية جديدة أو مفهومًا مبتكرًا، أو التي تتناول قضايا معاصرة وتستجيب للتحديات الاجتماعية والثقافية التي تواجه المجتمع. والتي تحتاج إلى تحليل وتقييم متعمق.
باختيار النصوص والكتب بناءً على هذه المعايير، يمكن أن نضمن أن عملية النقد الأدبي تكون فعّالة وموجهة نحو الأعمال التي تستحق التحليل والتقدير.

 

الترجمة
ـ متى وكيف بدأت رحلتك مع الترجمة؟

عادة تبدأ رحلة الترجمة عندما يظهر الاهتمام باللغات والثقافات المختلفة، وعندما يتمتع الفرد بمهارات لغوية قوية في لغتين على الأقل. قد تبدأ هذه الرحلة منذ الصغر، من خلال تعلم لغات إضافية في المدرسة أو من خلال التعرف على اللغات والثقافات الأخرى في العائلة أو المجتمع.
بالنسبة لي كان الاهتمام بالترجمة نابعًا من الرغبة في توصيل المعرفة والثقافة من لغة إلى أخرى، وفي فهم الأفكار والمفاهيم المختلفة في ثقافات مختلفة، لاسيما وأنني أتقن خمس لغات عالمية إلى جانب اللغة الأم العربية.
بدأت الرحلة مع الترجمة منذ عام 2018 مع مجلة أغاريد التي كنت من مؤسسيها وقد استلمت قسم الترجمة فيها ، ثم توسع الأمر لأبدأ في ترجمة الكتب الأدبية والشعرية ، وحصيلة ما قمت بترجمته منذ ذلك الوقت لغاية هذا التاريخ 25 كتابًا من وإلى اللغات التي أعرفها ومئات القصائد بالإضافة إلى مساهمتي في اكثر من 10 أنطولوجيا عالمية من خلال ترجمة المحتوى …
بشكل عام يمكن للفرد أن يبدأ الرحلة مع الترجمة من خلال قراءة النصوص ومحاولة فهمها وترجمتها بنفسه، ثم تطوير مهاراته من خلال دراسة اللغة والترجمة وممارسة الترجمة الفعلية التي تتطلب التدريب والتعلم المستمر.

قالت المترجمة (بو مرعي) إن هناك عدة عوامل تلفت نظر المترجم لإجراء مشروع الترجمة:
قرار إقامة مشروع الترجمة يعتمد على عدة عوامل، منها جودة النص بحيث يمكن أن يلفت الانتباه النص الذي يتميز بجودة عالية من حيث الأسلوب الأدبي وعمق المضمون والقيمة الثقافية، سواء كان النص مكتوبًا أو مترجمًا، أيضًا شهرة الكاتب يمكن أن تلفت الانتباه إلى النص وتشجيع المترجم على إقامة مشروع الترجمة، خاصة إذا كان للكاتب سمعة جيدة وقاعدة جماهيرية واسعة، بالإضافة إلى أهمية الموضوع: يمكن أن يكون الموضوع الذي يتناوله النص مهمًا وملهمًا ويثير اهتمام المترجم، مما يشجعه على ترجمته ونقله إلى جمهور جديد. التحدي اللغوي: قد يلفت انتباه المترجم النص الذي يمثل تحديًا للترجمة اللغوية والثقافية، ويثير رغبته في تحقيق التحدي وتجاوز الصعوبات. أيضًا يمكن أن يؤثر الطلب والاهتمام بالنص على قرار المترجم بإقامة مشروع الترجمة، حيث يمكن أن يكون هناك طلب كبير على ترجمة النصوص ذات الجودة العالية والأهمية الثقافية.
بالتالي، جميعها هذه العوامل محتملة قد تلعب دورًا في جذب انتباه المترجم وتحفيزه على إقامة مشروع الترجمة.

في عملية ترجمة الشعر والأدب، ليس من الضروري أن يكون المترجم شاعرًا أو كاتبًا وإنما يعتمد الأمر على العديد من الأمور التي تؤثر على جودة الترجمة وفهمها.

ـ يجب على المترجم أولاً وقبل كل شيء أن يكون متقنًا للغة المصدر واللغة الهدف التي يترجم إليها. يجب أن يفهم المترجم بدقة البنية اللغوية والأسلوب والمفردات المستخدمة في النص الأصلي وأن يكون قادرًا على تقديمها بدقة وإبداع في اللغة المستهدفة.
ـ كما يجب أن يكون المترجم لديه فهم عميق للثقافة التي ينتمي إليها النص الأصلي، حيث أن هذا يساعده على فهم الأبعاد الثقافية والتاريخية والاجتماعية التي قد تكون مدرجة في النص والتي يجب على المترجم أن ينقلها بدقة وبملاءمة.
إن الإبداع في عملية الترجمة يعتبر أمرًا مهمًا جدًا. فالترجمة ليست مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، بل تتطلب إعادة إنتاج النص بشكل يحافظ على جمالياته ومعانيه وقوته الشعرية أو الأدبية في اللغة الهدف. لذلك، يمكن للمترجم أن يكون متقنًا للغة ومبدعًا في عملية الترجمة دون أن يكون شاعرًا أو كاتبًا، ولكن يجب عليه أن يتمتع بفهم عميق للثقافة والأدب واللغة لتحقيق الترجمة الناجحة والمتميزة.

هناك عدة معايير وكفاءات يجب أن تتوفر لدى المترجم الناجح، وتشمل:
1. إتقان اللغات: المترجم يجب أن يكون متقنًا للغة المصدر (اللغة التي يترجم منها) واللغة الهدف (اللغة التي يترجم إليها) بشكل ممتاز. ينبغي عليه فهم كل جوانب اللغة بما في ذلك النحو والصرف والمفردات والأساليب اللغوية.
2. فهم عميق للثقافة: يجب على المترجم أن يكون على دراية بالثقافة التي يترجم منها وإلى أين يترجم. يساعده هذا على تفسير الأفكار والمفاهيم بدقة وملاءمة للجمهور المستهدف.
3. معرفة الموضوع: المترجم يجب أن يكون ملمًا بموضوع النص الذي يترجمه، سواء كان ذلك في المجال الأدبي، العلمي، التقني، أو غيرها. يجب أن يكون لديه فهم عميق للمصطلحات والمفاهيم الخاصة بالموضوع.
4. مهارات البحث والمعلوماتية: يجب على المترجم أن يكون لديه القدرة على البحث عن المعلومات والمصادر اللازمة لفهم النص وترجمته بدقة، بالإضافة إلى الاستفادة من الأدوات والتقنيات الحديثة المساعدة في عملية الترجمة.
5. الإبداع والمرونة: المترجم يجب أن يكون قادرًا على التعبير عن الأفكار بشكل إبداعي ومرونة في اختيار الكلمات والتعابير لتحقيق أقصى درجات الدقة والملاءمة في الترجمة.
6. مهارات الاتصال: يجب على المترجم أن يكون لديه مهارات تواصل جيدة للتفاعل مع الكتّاب والمحررين والعملاء بشكل فعّال وبناء علاقات تعاونية مثمرة.
باجتياز هذه الكفاءات، يمكن للمترجم أن يكون ناجحًا في مهنته وأن يقدم ترجمات عالية الجودة وموجهة نحو الهدف المرجو.

 

ما هي فوائد عملية الترجمة للمترجم؟
عملية الترجمة لها العديد من الفوائد والمزايا للمترجم منها تطوير وتحسين المهارات اللغوية للمترجم في اللغات المصدر والهدف، وتعزز قدرته على التعبير بدقة وفعالية في كلتا اللغتين، كما من خلال الترجمة، يتعرف المترجم على الثقافات المختلفة ويفهم الفروق الثقافية والتاريخية بين اللغتين، مما يثري تجربته الشخصية والمهنية، بالإضافة يمكن لعملية الترجمة أن تجعل المترجم مرتبطًا بالأدب والثقافة المختلفة، وتفتح له أفقًا جديدًا للاستمتاع بالأعمال الأدبية والفنية من جميع أنحاء العالم، ولا ننسى الاعتراف والتقدير فمن من خلال ترجمة أعمال معروفة، قد يحظى المترجم بالاعتراف والتقدير من القراء والمحترفين في مجال الترجمة، مما يساهم في بناء سمعته المهنية.
الصعوبات في عملية الترجمة:
أما بالنسبة للصعوبات التي قد تواجه المترجم أثناء عملية الترجمة، فقد تتضمن التعبير عن الأفكار بدقة، قد تكون بعض الأفكار أو المفاهيم صعبة التعبير عنها بدقة في اللغة الهدف، مما يتطلب من المترجم البحث والتفكير العميق، أو أن تواجه الترجمة تحديات ثقافية تتعلق بالتفاوت في المفاهيم والعادات بين الثقافات المختلفة، أو ترجمة المصطلحات الخاصة أو التعبيرات الشعرية أو اللغوية التي لا يمكن ترجمتها بدقة إلى اللغة الهدف، هذا إلى أهمية الحفاظ على أسلوب الكاتب الأصلي وروح النص، مما قد يكون تحديًا خاصة إذا كان النص غنيًا بالأسلوب الأدبي المعقد. بتجاوز هذه التحديات والصعوبات، يمكن للمترجم تحقيق ترجمة ناجحة وملهمة تعكس جماليات النص الأصلي بدقة وإبداع.

 

أهم الإضافات التي يمكن أن تمنحها الجوائز والتكريمات للكاتب وللشعر والأدب:
التكريم وشهادات التقدير والجوائز تعد من أهم العوامل التي تضيف للشاعر أو الكاتب قيمة وأهمية كبيرة، وتعني الكثير للأدب والشعر بشكل عام. فهي تعتبر تقديرًا واعترافًا بالجهود والإبداعات، وتشجيعًا للمزيد من الإبداع والتطور في المجال الأدبي والشعري.
فبعض التكريمات تمثل اعترافًا رسميًا بموهبة الشاعر أو الكاتب وجهده في مجال الأدب، مما يعزز ثقته في نفسه ويحفزه على مواصلة الإبداع والتطوير، وتساهم أيضًا في زيادة شهرة الشاعر أو الكاتب وانتشار أعماله في المحافل الدولية والمهرحانات والمنتديات، حيث يتم تسليط الضوء عليه وعلى أعماله من قبل وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية. و قد تفتح التكريمات الأبواب للشاعر أو الكاتب لفرص جديدة في مجال النشر والمشاركة في المهرجانات الأدبية وورش العمل والمؤتمرات الثقافية، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة والهوية الوطنية من خلال تقدير الأدباء والشعراء الذين يعكسون الثقافة والتراث الوطني في أعمالهم، وحافزًا قويًا للشاعر أو الكاتب لمواصلة الإبداع والتطور في أعماله، حيث يشعر بأن عمله محل تقدير واهتمام.

تختم الشاعرة والأديبة والإعلامية والمترجمة تغريد بو مرعي الحوار بطريقتها:
في زحمة الأيام وضجيج الحياة، إن كنت قارئًا متفاعلًا أو مبدعًا في أي مجال من مجالات الأدب فإنك ترتبط بالأدب ، وهناك ارتباط من نوع آخر بالحياة، إذن فأنت بين عالمين : المتخيل والمفروض حيث يصبح الأدب ابنًا للحياة باعتباره نشأ مع نشوء الحياة، انفعل أحدهم فكتب قصيدة في المعبد، أو أعطى تعويذة كعرّاف، أو شعر بالعاطفة أمام طريدة، هكذا يبدأ التحديد لكائن جديد نما بين ظهرانينا وجعلنا نعيش عالمين في آن واحد…
ومنذ ذٰلك الحين. لم يتوقّف الدمع على خدودِ مالكِ الحزين..!
الأمّهات المسمّرات على جدار الأمنيات
قُدّت أصابعهن في فراغ الأمكنة .. و ظِلّ الموت يجري خلف الموت كقبّرة تحتفي بعجزِها
بعد ليلةٍ طاعنةٍ مزدحمة بالكوابيس..!
كان الهواء يعبُّ في صدرِ الحيرة. علامات الجزع يمدُّ قامته حتى الدركِ الأسفلِ من النار..!
فتصفّدَت النوافذ وأختلط الطين بالطين والدّم بالدّم.. وصوتك المدّخر لآخر ليلٍ حاصرته النوافذ المغلقة، يبحث عن بقايا غرغرة في مشيئةِ الأيّام. لذا …. خذْ نفسًا، وتعال معي نطرق الفراغ.

21 أيار 2024
العدد (١٠٦) من جريدة (أوروك) الجريدة المركزية لوزارة الثقافة العراقية