الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / المراهقة والعولمة/ بقلم: نرجس عمران

المراهقة والعولمة/ بقلم: نرجس عمران

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراهقة والعولمة/ بقلم: نرجس عمران

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في زمن أصبحت فيه العولمة والنت هي لغة العصر، هي لغة الثقافة ودونها جهل مدقع.

كان لابد أن يتعلم مبادئها الصغير والكبير، المرأة والرجل، الذكر والأنثى.

إنه ليس علماً عادياً ننهل منه فنزداد ثقافة فقط كباقي العلوم، أو كيفما اغترفنا من قدوره ننال فائدةً ونفعاً.

إنه علم محفوف بأخطار الجهل به وأخطار الفضول وأخطار التشويق أو الاستخدام الخاطئ أو الاستيعاب الناقص لآليته في التعامل والفهم.

كثيراً ما يحدث أن يجتمع العلم والجهل معاً في آن واحد

وفي ذات المادة، وذلك عند إساءة الفهم العميق والمقصد الحقيقي لأبعاد هذا العلم وكيفية تطبيقه

وذلك عند الاكتفاء بالعوم علـى سطح هذا البحر، وعدم الغوص في عمقه للوصول إلى محاره وصيد اللؤلؤ والمرجان حيث النفع والفائدة مخزنٌ غني وثمين.

اليوم لم يعد أغلب أبنائنا وحتى أطفالنا، يطلبون هدية الميلاد أو الأعياد أو النجاح كما كانت بالأمس القريب درّاجة أو كرة أو حلوى أو دمية أو … أو….

إنهم يريدون تابليت أو موبايل أو لاب توب أو الـ سيديات لألعاب الكومبيوتر أو برامج أجنبية المنشأ ولو كانت معربة

أو … أو….  أو ….

فهو لا يريد أن يبقى جاهلاً في لغة العصر وهذا حقٌ وهذه رغبةٌ جديرةٌ بالاهتمام ويشكر عليها صاحبها

لكن مكمن الخطر هو حين لا يجد كفايته من الحاجة إلى الإرشاد، إلى التوجيه الصحيح، إلى التنبيه إلى ما هو مسموح وما هو غير مسموح

متى يصح هذا الفعل؟ متى لا يصح؟

متى تعتبر هذه الفكرة نافعة؟ ومتى لا؟

متى نستطيع استخدام هذه الأجهزة؟ ومتى استخدامها يكون خاطئا؟

أي المواقع مناسبة للعمر؟  وأيها غير مناسب؟

وغيرها وغيرها

وماهي الغاية من ذلك الموقع؟ أو البرنامج أو مبدأ البوابات. و و و و

لكن للأسف في هذا الوقت حيث الأم والأب موظفان أو عاملان لساعات طويلة خارج المنزل

فإن كثيراً من الوقت يقضيه الأبناء لوحدهم أو على شاشات التلفزة والنت …

ولا يجدون دليلاً لأي استفسار يخطر لهم سوى تفكيرهم وأبعاده أو ثقافتهم وهي غالباً منقوصة بحكم العمر.

لذلك تراهم يتبنون أي فكرة يرونها أو يسمعون بها دون تحليل منطقي أو نقاش مثقف.

وإذا سألوا الأهل فلا وقت كاف عند الأهل لإجابات منطقية مقنعة

وإن أجابوا فلا راحة جسدية أو نفسية أو رغبة للشرح الكاف والمحيط بأبعاد السؤال

والمغطى لكافة جوانبه بالتوضيح

ليستوعب الأبناء الأفكار عن وعي وعن قناعة

وهنا يجب أن يتنبه الأهل كي لا يخسروا أبنائهم ويرونهم وهم يسلكون طرق الضلال.

أو إتباع عادات غير مناسبة لمجتمعهم أو تقليد الكبار أو مجتمعات أخرى عاداتها

وهذا مالا يتمناه أي أهل لأولادهم

بكل تأكيد أسمى نتاج لهم في الحياة وهو أولادهم

لذلك يجب التنبه كي لا يساهموا في أذيتهم من حيث لا يعلمون أو يسيئون لهم وهم لا يقصدون

ويصبح العلم بإعجازه والفائدة والنفع المرجوة من لغة العصر

هذه أي التقنيات والتكنولوجية القائمة على النت

أداة الضياع للأسف ووسائل ضلال العقل ما أكثرها

على كل عائلة مهتمة لصالح ومصالح أبنائها

تحدي ضغط الحياة ومواجهة زحمة الوقت

والتفرغ الكاف للأبناء ذكورا وإناثا لإرشادهم وتثقيفهم وتقديم المعلومة الكافية لهم وهذا مهم جداً في الأعمار الحساسية والمراهقة لضبط الغرائز وتهذيب النفس بتعاليم الأديان الصحيحة.

أما حجبهم بالكامل عن هذه التقنيات والعلوم فهو يؤخر تقدمهم وخصوصا أن المدارس في جزء كبير من موادها باتت ترتكز على الإنترنت والمعلوماتية والحواسيب

وأي أهل لا يرغبون تأخر أو تخلف أولادهم دراسياً

إنما منحهم الوقت الكاف للنقاش والوقت المقبول حسب العمر للتعامل مع هذه الحضارة وتعلم لغة العصر هذه بأكبر نفع وأقل ضرر

وبهذا نكون كأهل قمنا بواجب التربية على أتم وجه أو ما يقاربه بالتمام.

نرجس عمران / سورية

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman