الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءةٌ في (أحلام عمّانيّة) لزياد جيوسي/ بقلم: رفعــة يونس

قراءةٌ في (أحلام عمّانيّة) لزياد جيوسي/ بقلم: رفعــة يونس

قراءةٌ في (أحلام عمّانيّة) لزياد جيوسي

بقلم: رفعــة يونس.

ــــــــــــــــــــ

   هي أحلامٌ سطّرها الكاتبُ والإعلامي(زياد جيوسي )، وجسّدها من خلال هذه الباقة في كتابه المكوّن من اثنتيْن وستين لوحةً، حيثُ طافتْ روحه كفراشةٍ بين عمّان ورام الله  وجيوس، عانقها في كتابتهِ عناقَ أنثى بشوقٍ عارمٍ، وباحتياجٍ فائض، عبّرَ عن كلِّ هذا التعلّق، بكلماتٍ مثقلةٍ بالحنينِ والاشتياق، بالوجدِ، والحبِّ، بكلّ المشاعرِ الرّقيقة، فالوطن يسكن أعماقه، يصحو معه بداية كلِّ فجر، فيحتسي قهوته أمام عينيهِ، يتأمله مع كلِّ رشفةٍ من فنجانه، يجسده كفاتنةٍ تجلسُ أمامه، تراقبهُ تستمع لوجيبِ قلبه، تستوعبه في كلّ حالاته، وهي ما بين الحقيقة والخيال تغزو قلبه، وتختال بجمالها وقوة سحرها أمامه، ونرى أن كاتبنا يخلط الواقع بالحلم، والحقيقةَ بالخيال، فالوطن يصير أنثى ليست كباقي الإناث، فقد شعّتْ في نفسهِ كما تشعُّ شمسُ الوطن، واخضرّتْ في روحهِ، كـاخضرارِ أشجار الوطن وسهوله وجباله، فهو يناجيها تماما كمناجاته لشوارع وطنه، بكلِّ ما فيها من ياسمينٍ، بعبقه، وعطره الأخاذ، فهو نقاء هذا الوطن، الذي تضوّعَ في روحه وقلبه، وبات فيهما معنى للحياة ونبضا للوجود، هي حالة العشق الأبديّ والذي لا خلاص منه، يولد حين نولد، ولن ينتهي حتى بعد أن ننتهي …

ترى هل هي أنثى واحدة من جمعتْ بين جمالها وجمال هذا الوطن أم هنَّ عدة إناثٍ أشعلن مشاعر كاتبنا (زياد جيوسي) حتى اضطرمت النيران معا في أتونٍ واحد، فكانت تلك الأحلام العمّانيّة ؟؟؟!!

أم أنّها تشكلتْ في ذهن كاتبنا جرّاء إغفاءةٍ له !!!

وهو الذي يتمنى في قرارةِ نفسهِ لو أنَّ تلك الأحلام تصبح حقيقةً، فيعانق رام الله، ويعانقُ عمّان في آنٍ واحد !!! كما يعانقُ معشوقته الأنثى المتربعة في قلبه والوجدان !!

كلّ ما كتبه جيوسي في أحلام عمّانيّة جاء معبّراً عن أمله بانتهاءِ هذا الاحتلال البغيض، المحتل للأرض، والقامع للشعب، مغلق الحدود والمعابر، أمام الحالمين بوطنٍ معافى من أيّ احتلال وأيّ ضيم.

أحلام عمّانيّة تطير بنا عن واقعٍ مثقلٍ بالهمّ وصنوف المعاناة، إلى فضاءاتٍ صوفيّةٍ، ونقيّةٍ مع ما نشتهي في قرارة أنفسنا، وتحلّقُ بنا كعصافير حالمةٍ لوقتٍ في يوم ما، آتٍ، حيثُ تحلُّ السعادةُ والهدوء والاطمئنان، أعماقَ نفوسنا وأرواحنا، وحيثُ يملؤنا الأملُ، ويسكننا التفاؤلُ أنَّ القادمَ أحلي وأبهج، والأجمل دائما وأبداً.


عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman