الرئيسية / قصة / حسناء في القطار/ بقلم: سامح ادور سعدالله 

حسناء في القطار/ بقلم: سامح ادور سعدالله 

حسناء في القطار/ بقلم: سامح ادور سعدالله 

ــــــــــــــــــ

توقف نور و هو يستمع إلى صقر

كانت حوالي الساعة السادسة مساءاً و أطلق القطار صفارة الرحيل و كان بالقطار أعداد قليلة من الركاب أربعة أو خمسة فقط , فضل صقر الجلوس بمفرده في أخر عربات القطار و شعر بإحساس طيب  لهدوء و جمال المكان و تأمل القطار و هو يجري وسط الوادي و على جانبيه ينظر الوادي الطويل و القطار يقطعه سريعا  بدون رحمة , الحقول تبدو نيرة غريبة أمام  شفق  الشمس الأحمر و النخيل  كالأوتاد ثابتة لا تهتز لصراخ القطار  العظيم الذي يهز أرجاء الوادي و بينما منسجم الشاب يتابع جمال  الطبيعة حتى دخل عليه جمال أخر ربما فاق جمال الطبيعة بالنسبة له هو .

لكن و ما أن جلست لجوار صقر حتى بدأْ عليه القلق و الحيرة و داخله خوف فأحيانا  ينظر إليها و تارة يتابع جمال الطبيعة مضطر  ,  تمر الدقائق كثيرة حتي قطعت الفتاة صمته ,لكن من قلق إلى ذهن شارد ينظر و لا يفهم ؟ ماذا تقول و ماذا تريد ؟

تسترسل في الحديث معه و هو لا يفكر كيف يُجيب و دقائق حتي شعر بالأمان عندما مر الكمساري  يطلب التذاكر  و قدم صقر تذكرته و تليه الفتاة أيضا و كان الكمساري يطيل النظر إلى الفتاة معجب بها و  العكس عندما ينظر إلى صقر كأنه غير مرغوب فيه هنا في هذا القطار , تدل نظرات  الكمساري على ريبة من أمر هذا المسافر صقر كان يرمقه بعنف و لَم يكن يعجب  بمنظر صقر و لا شكله. و على الناحية الآخرى كانت الأبتسامة فاضحة تشق وجهه نصفين , فرحة عارمة مصدرها معلوم هي تلك الأبتسامة الجميلة التي ترسمها تلك الفتاة الجميلة الساكنة؛ بينما يغادرهم الكمسارى  حتي صرخت الفتاة بقوة  إنجدني إنجدني يا سيدي  البيه الباشا المفتش   عاد الكمسارى بخفة و رشاقة , كأنه كان   ينتظر هذا الحدث و قد طلبت هذه الفاتنة يد العون , كان يتحين الفرصة حتي يعود و يرجع  ليواصل البحث؛ في جمال هذه الغادة وقد أتهمت  صقر بأنه قد سرق حافظة نقودها , طلب الكمسارى شرطة القطار فجاءوا  سريعاً كتيبة كاملة  , يقودها الضابط و أمسكت المدعو صقر و أقتادوه إلى نقطة شرطة القطار . لكن كان الكمسارى سعيداً جداً لما يجرى للمدعو صقر فلماذا ؟ أيعرف بعضهما البعض من قبل  ربما و لماذا كل هذه الشماتة التي يلقاها هذا المسكين صقر؟

و أخيراً توقف القطار ونزلت قوات الأمن تصطحب الصقر مكبل  و مقيد كثور لا يدرى إلى أين يذهب  ؟ معها الفتاة الحسناء تمشي بحرية متبخترة كأنها تملك الدنيا بأسرها .

دخلوا بهم إلى حجرة  ضابط المحطة  ليتم الأستجواب و فتح المحضر .

ظل واقفاً و ما أنت دخلت الغادة أستأذن لها الضابط بالجلوس و قال لها ماذا حدث ؟

أحمر وجه الغادة حرجاً و نزلت دمعات الحزن من عيونها كأنه قد غدر بها الزمان أو فتك بها هذا الوحش المفترس .

يحاول الضابط تهدئة الفتاة و يدور حولها و ينظر بقوة للمدعو صقر ماذا فعلت بها أيها المجرم عتيد الأجرام ؟

ماذا فعلت بهذا العود اللين و القلب الأبيض الطاهر؟ أن مثلك لأبد و أن يعدم في أكبر ميادين البلد. ينظر صقر و كأنه  غائب عن الوعي لا يفهم سوي أنه في حضرة الشرطة يحول عيونه يمين و يسار في أعلى السقف و على الأرض لعله يجد تفسير لمَ  يجرى  , يسأله الضابط ما أسمك؟

و هو يجيب صقر نعم  أنت صقر اسم علي مسمي  قاس جارح عديم الرحمة .  يزداد صقر غباء أكثر و أكثر . يتقدم للفتاة يسأله يا ست هانم أنا عملت أيه ؟

ترفع البنت عيونها صوب الصقر و صفعته بقلم هز أرجاء المكان و من يرحم .سقط الصقر على الأرض ليس من قوة الصفع و لكن من المفاجأة

ماذا يجرى ما أنا فيه حلم أم علم .

تصرخ الفتاة نقودي نقودي  أيها السارق المارق.

الضابط  يطلب من الصقر أثبات الشخصية و على الفور يبرز البطاقة و (كارنية الكلية)  و يتفحص الضابط البطاقتين معاً يندهش الضابط  طبيب و يسرق ؟

لماذا لأجل الدراسة أم هو سارق متمرس كل الأفكار تدور فى رأس الضابط الحاني الذي تأثر لحال الطالب و يرثى لآجل الفتاة الحزينة  و أمر بتفتيش الطالب صقر  تقدم العسكري يفتش صقر و لما يجد شيء أطلاقاً

و بينما يجاوب الضابط صقر حتى وقع نظره على الفتاة لتراها تضحك و تغضب  في نفس الوقت  ساورته الشكوك !

نظر للفتاة و سألها هي الأخرى أين بطاقتك الشخصية ؟

لم تجب الفتاة كرر السؤال و لَم ترد سرحت تنظر للسقف  و قد شك فيها الضابط قد تبدو الفتاة هذه مجنونة أو مضطربة نفسية؟

سألها أسئلة كثيرة تأكد من سلامة قواها العقلية . طلب من العسكري أن يقوم بتفتيشها هي الأخرى و بالفعل و ما أن بداْ بالتفتيش حتى وجد كنز متنوع من حافظات نقود و ساعات و خواتم ذهبية و فضية و غيرها, تعجب من هذا الموقف كيف تشتكيه و لماذا لم تسرقه ؟

أحتار الضابط في هذا المشهد الغريب و سألها أنتِ كاذبة لَم يقوم السيد صقر بسرقتك و كيف و أنت تحملين جسم الجريمة؟ ضحكت الفتاة و تركت الضابط و خرجت إلى خارج القسم رحلت , الضابط ينادي عليها تعالي تعالي و هي لا تبالي . بينما يواصل صقر السرد حتى قاطعه نور

و ماذا فعل الضابط بها ,صرخ صقر لا تقاطعني ويكمل صقر ثم هجمت الأُسود على الغزلان و كادت أن تفتك بها . نور يدخل مرة أخرى أُسود أيه أحنا فيك أنت  عملت أيه أنت و البنت و الضابط ؟

صقر ضابط مين  نور: اللي قبض عليك فى القطار

صقر : قطار أيه ؟

نور : البنت اللي أنت سرقتها

صقر: سرقت من ؟

نور :البنت الجميلة

صقر: بنت مين ؟

نور: صرخ بقوة القصة الأولي  أنا زهقت منك

صقر أكمل الحديث  حاول يا نور ترتيب أمورك و أفكاري  أنت دائم التشتت , لكن صرخ نور كنت أعرف أنك لص و محتال و لَم ترحم حتى الكائن الضعيف  أخبرني  ماذا فعلت بالصبية يا ملعون أيها الجبار القاس

نعم أنت من سرقتها و ضربتها و شرعت في قتلها لولا رحمة الله بها .

و سوف أشهد عليك  نعم  لقد رأيت كل شيء يا مُجرم .

و طالب نور من صقر يُكمل القصة . لكن أخيراً ما رجع صقر  لطريق الصحيح ؛ أكمل نعم خرجت دون ما تجيب الضابط و عاد الضابط لي و يسألنى  هل تعرف هذه الفتاة؟ أخبرته    ب لا .و قال لي يبدو أنك مظلوم و البنت دي مجرمة حقا و أنت الضحية , أنا قلت له و ماذا بعد .؟ صمت الضابط . أنا مواطن شريف أريد حقي  و الضابط ماذا أفعل لك ؟

أرجع لي حقي . الضابط و ما هو حقك و أخبرته  وقت قد ذهب بدون رجعة , وإهانات كثيرة من الجميع , صفعة قوية و قيود أدمت ساعدي وأموالي سرقت و وجبة غذاء كنت طلبتها و لَم أستلمها و قميص قد مُزق و سب و لعن و قذف . فضائح بالجملة  ضحك الضابط و أبتسم نعم سوف نعوض كل مواطن شريف عما بدر نحوه من ظلم وسوف نعالج الأمور كلها و يعود لك حقك المادي و المعنوي , لا تخجل من كل من شارك و ساهم فى صنع ما جري لك و أبتسم ,قال لي أضحك تضحك لك الدنيا ( يالا يا بطل الحق مدرستك )

و نور يستفسر و ماذا بعد هذا  ؟ضحك الصقر ههههههههههههههههههه و

رحل.

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman