الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / تعزفُ الريح / بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

تعزفُ الريح / بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

تعزفُ الريح / بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

………………………..

 

رأسي يتدلّى من شاهقٍ وأقدامي ضَلّتِ الطريقََ فَلَمْ تجدْ غيرَ أشواكٍ بلا رحيقٍ وسنابل شَبّ بها الحريقُ وأرضٍ بلقع تعطشُ المطرَ كعطشِ السَديمِ لشمسِ المَغيبِ ووجوهٍ لمْ يهدهد بساطَ سحابها الربيعُ ولمْ تُرطّبها انكساراتُ الريحِ فعندما كان لفظي عَسَلاً غطّى الذبابُ فمي ولمّا صارَ عَلْقماً أغلقَ الضجيجُ أُذنيّ وأنا بينَ هذا وذاكَ أبقى صامتاً يحتويني الاحتراقُ أَسَفاً علىٰ دليلِ دربٍ يسيرُ عكس اتجاهِ العاصفةِ أهُوَ حلمٌ ضبابيّ !؟ أمْ بياضٌ يستطيلُ مع بحرٍ صابهُ نزيفٌ !؟ تعانقَ البحرُ مع الهديرِ فغارَ جسدٌ مخمليّ في قاعٍ سحيقٍ وحلّقتْ زقزقاتُ العصافيرِ في فضاءآتِ العروجِ بُعْداً لنفخةٍ في رمادٍ لمْ تخلف إلاَّ الغبار عبثاً كنتُ أحاولُ إشعال ذلكَ الضَوءِ الخافتِ فالظلامُ أَرْحمُ !! لا طائلَ من صرخةٍ بمَنْ لا يحسنونَ الطفرَ فوقَ الأَسْلاكِ الشائكةِ ، الحريرُ الناعمُ سلوةُ الخانعينَ فلينهار صوتي في دروبِ الرجاءِ ما دامتْ لغتي الحُبلى موؤودةً رهينةَ الإجهاضِ قبلَ اكتمال جنينها تُعساً لغيمتي التي هطلتْ على صحراءَ لا ينبتُ فيها زرعٌ ولا ينمو فيها ضَرْعٌ فَأَكِرّ راجعاً لجداري الخامسِ أُعَتّقُ غصصي بلفحاتِ الندمِ عَلِّي أجدُ في ركامِ أوردتي وفي خبايا شراييني رمالاً أدّخرُها لرياحٍ أُخَر .

 

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

العِراقُ _ بَغْدادُ

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman