الرئيسية / مقالات / في ذكرى المولد النبوي الشريف / بقلم: خالد السلامي

في ذكرى المولد النبوي الشريف / بقلم: خالد السلامي

في ذكرى المولد النبوي الشريف

بقلم: خالد السلامي

ــــــــــــــــــــــ

 ونحن نقترب من ذكرى المولد النبوي الشريف وفي كل عام تمر علينا فيه هذه الذكرى الشريفة تتصاعد التصريحات والمواقف المتضاربة بخصوص مسألة الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلب مسلم مخلص لدينه ومحب لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فمنهم من يحرم هذا الاحتفال بسبب عدم القيام به من قبل النبي نفسه ولا الخلفاء الراشدين وما تبعهم من الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين من بعده والى الآن لم يحتفل قسم من المسلمين به لهذا السبب حيث يعتبرونه بدعة لا يجوز العمل بها.

ومنهم من يجيز هذا الاحتفال اعتزاز بنبيهم ومحبة به وردا على ما تعرض ويتعرض له النبي الكريم خاصة والمسلمين عامة من إساءات واعتداءات وتشويه متعمد من قبل أعداء الإسلام بل وحتى من قبل بعض المسلمين الذين ارتضوا أن يقوموا بدور المعول بيد الأعداء ليهدموا دينهم.

أما فيما يتعلق بأصحاب الموقف الأول فنقول أن الكثير مما نقوم به ونستخدمه اليوم لم يقم به وليستخدمه النبي وأصحابه والمسلمون الأوائل فهم لم يتنقلوا ولم يسافروا بطائرات البوينغ ولا الإيرباص ولا القطار أو الحافلات المكيفة أو السيارات الحديثة الفارهة كما انهم لم يسكنوا قصورا وفللا وشققا فخمة مفروشة ومكيفة بأحدث أجهزة التكييف ومؤثثة بأجمل الأثاث ولا يلبسون الثياب الخيالية بأسعارها وتصاميمها وجمالها وهم كذلك لم يقاتلوا بالطائرات والدبابات والمدافع والبوارج والغواصات والأسلحة المتوسطة والخفيفة ولم يستخدموا الجوال والحاسبات الإلكترونية ولم يشاهدوا شاشات التلفاز 55 بوصة أو اكثر

ولم يسمحوا لنسائهم بارتداء الجينز والملابس التي نراها اليوم ولم يسمحوا لرجالهم بالتشبه بالنساء ولا لنسائهم بالتشبه بالرجال.  فهل كل ما تقدم هو بدع ما دام لم يقم به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم؟

سيقول لي البعض أن الإسلام شجع على العلم والتطور وانا هنا معكم فالإسلام دين علم ومعرفة، طيب لم نُشغِل عقولنا ونستغل الدعم الذي يقدمه الإسلام للعلم والعمل فنقوم بفتح المصانع لصناعة كل ما نحتاجه من تلك الوسائل الترفيهية والخدمية بدلا من استيرادها من أعداء الإسلام ثم لِمَ نستخدم السلاح الذي يصنعه لنا أولئك الأعداء في قتل بعضنا البعض ولِماذا نقوم باستيراد أبسط مأكولاتنا منهم ولدينا من الأراضي والمياه والبشر ما نستطيع بهم أن نشبع العالم كله بدلا من أن يتضور أهلنا جوعا وبردا شتاء أو حرا صيفا. ولماذا جمدنا عقولنا وسلمناها للأخرين يصنعون وينتجون لنا ونحن مستهلكون فقط ومشغولين بالفتن والحروب فيما بيننا نحاسب فلان على منطقته أو هويته أو اسمه؟، هل نسينا كل هذا ولم يبق لدينا سوى بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كما يسميه الرافضون لهذا الاحتفال؟

وإما فيما يتعلق بالمحتفلين بهذه المناسبة الكريمة فنقول لهم ما هكذا تورد الإبل يا سادة فالنبي الكريم الذي نحتفل بمولده الشريف بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، فهل يجوز أن نحتفل برجل متتم لمكارم الأخلاق بالسهر حتى الصباح بالغناء والرقص والموسيقى والضجيج والتبرج والملابس الفاضحة.  ثم ألا تعلمون أن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت في نفس يوم مولده فهل يجوز أن نحتفل بوفاته بهذه الطريقة؟ اذاً كيف يجب أن يكون الاحتفال بهذه المناسبة؟

بما أن الإسلام عموما ونبيه خصوصا يتعرض لأبشع أنواع الإساءة والتشويه فعلينا استغلال هذه المناسبة بتكثيف حملات التوعية الدينية والتبشيرية لديننا وسط المجتمعات الأخرى والعمل على إظهار الصورة الحقيقية لديننا الحنيف ونبيه الأكرم من خلال إقامة الندوات والمحاضرات المباشرة أو من خلال الفضائيات وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي التي تصل إلى كل الناس على وجه الأرض لصالح ديننا ونبينا الكريم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم  ردا على كل تخرصات واستفزازات الأعداء مع إنه لا يجب أن يعتمد فقط على يوم الميلاد الذي لم يتفق عليه جميع المسلمين ألا أن المؤكد هو في شهر ربيع الأول أنما يجب أن تستمر تلك الحملات والأنشطة التوعوية والتبشيرية طيلة أيام السنة دون توقف كما يفعل أصحاب الديانات الأخرى الذي يتجولون في المجتمع الإسلامي مبشرين بدياناتهم ولم يمنعهم احد وتمكنوا من تغيير اتجاه العديد من المسلمين ولا أظنهم يستطيعون منعنا مما هم يقومون به في مجتمعاتنا.

 

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman