الرئيسية / مقالات / عندما يناقض الإنسان نفسه / بقلم: خالد السلامي

عندما يناقض الإنسان نفسه / بقلم: خالد السلامي

عندما يناقض الإنسان نفسه

بقلم: خالد السلامي

ــــــــــــــــــــــ

  استغرب كثيرا بل أتعجب كل العجب عندما أشاهد أو اسمع حوارات عنيفة بين أناس ينتمون لمجتمع واحد ودين واحد، تتفق تعاليمه مع تقاليد المجتمع الذي يعتنقه، حول مواضيع تستهدف أولا وأخيرا الإساءة للمجتمع والدين الذي ينتمي إليه كل أطراف تلك الحوارات وكثيرة هي تلك الحوارات التي تنتمي لمثل هذا النوع من النقاشات المدمرة فمنها السياسية ومنها الاجتماعية وكذلك الدينية والوطنية.

اليوم وانا اقود سيارتي المتواضعة باتجاه الحي الصناعي لإجراء بعض التصليحات لبعض العطلات فيها سمعت حوارا طويلا جدا من إذاعة سَوى الأمريكية التي لا هم لها سِوى حرية العراقيين خصوصا والعرب والمسلمين عموما المُحارَبين أصلا من قبلها في رزقهم وامنهم وجميع حقوقهم حيث لا يهم تلك الإذاعة أن يتضور العراقي والعربي والمسلم جوعا بسبب البطالة  ويذوب جسمه من حرارة الصيف وتتجمد أطرافه بسبب البرد شتاءً حيث لا وقود تدفئة كافٍ ولا كهرباء تُكَيِّف الأجواء صيفا أو شتاء هذا عدا غلاء العلاج طبا ودواءً فتترك كل تلك المعاناة لهؤلاء الناس من المجتمع العراقي والعربي والمسلم  لتهتم  فقط في طرح معاناة المثليين في العراق الذي يتكون من مجتمع عشائري محافظ مُحارِب لكل أنواع الشذوذ الأخلاقي والمجتمعي والديني رغم تعدد قومياته وأديانه ومذاهبه حيث تجري هذه الإذاعة حوارا عنيفا بين ما يسمون المحافظين والمنفتحين من العراقيين الأكراد حول محاولة إصدار قانون يمنع الترويج دعائيا لما يسمونه مجتمع المثليين في الإقليم الكردي العراقي وشمل الحوار كذلك باقي المجتمع العراقي ومما أثار انتباهي وسخطي وامتعاضي أن شخصيات مثقفة من الجنسين تستميت في الدفاع عن هذه الشريحة الشاذة دينيا واجتماعيا رغم علمها بتعارض هذه الحالة مع تقاليد مجتمعها وتعاليم دينها التي من المفروض أنها تربت على تقاليد  هذا المجتمع وقبلت بتعاليم دينها الذي ارتضت الانتماء إليه  والا لَكان انسلخت منه وانضمت إلى أديان أخرى تكون أكثر انفتاحا وحرية مع علمي أن جميع الأديان بتعاليمها الحقيقية ترفض مثل هذا الشذوذ بل وتحرمه كما يحرمه الدين الإسلامي حسب ما جاء في كتابه المجيد عن قصة قوم لوط الذين كانوا يمارسون هذا الشذوذ قبل آلاف السنين فقلب الله بهم الأرض ودفنهم أحياء ولا تزال منطقة البحر الميت تشهد على واقعتهم الشهيرة .

الغريب في الموضوع هو هذا التناقض والإصرار من قبل بعض المنتمين للدين الإسلامي في الدفاع عن هذا الشذوذ الذي يتعارض كليا مع الدين الذي ينتمون إليه هذا عدا تقاطعه الكلي مع تقاليد مجتمعهم وعشائرهم حيث من المفروض أن على من ينتمي لحزب أو تنظيم أو أية جهة وضعية برضاه وقناعته الالتزام بكل تعليمات وأوامر ذلك الحزب أو التنظيم أو الجهة  فكيف اذا كان انتماءه لدين الإسلام العظيم  اليس من المفروض أن يلتزم بكل ما أمن به من تعاليم هذا الدين الحنيف أو الخروج منه بدلا من الاشتراك في تلك الحوارات المسمومة والتي تستهدف هدم المجتمع وأبعاده عن دينه الذي كان ولايزال الهدف الأول والأخير  لحرب أعداءه المتواصلة ضده  منذ بدايته وتحمل النبي العربي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وأمة العرب مسؤولية نشره الذي كلف الله سبحانه وتعالى هذا النبي العربي وأمته بها فصار الدين ومن نشره هدفا لكل أولئك الحاقدين على العرب بسبب تكريمهم الإلهي بهذه المسؤولية العظيمة وانتهت على أيديهم إمبراطوريات ودول  كانت تسود العالم آنذاك مما زاد من الحقد عليهم وعلى دينهم  والسعي بكل الطرق والوسائل للإساءة لهم وتشويه صورتهم  وسمعتهم وإدخال  كل الرذائل التي تتعارض مع قيمهم وتعاليم دينهم إلى بلدانهم ومنها محاولة شرعنة  المثلية الجنسية في مجتمعاتهم .

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman