الرئيسية / مقالات / في ذكراه ١٢ / بقلم: خالد السلامي

في ذكراه ١٢ / بقلم: خالد السلامي

الربيع العربي سباق على الكراسي لا غير

 

تمر علينا هذه  الأيام الذكرى الثانية عشرة لما سمي زورا بالربيع العربي الذي كان أسوأ ما مر على العرب في بداية القرن الحادي والعشرين بعد احتلال العراق من قبل امريكا واعوانها وحلفاؤها . هذا الربيع الذي حول ظلم الحكام الى اقتتال الشعب فيما بينه والاستقرار  تحت سيف الحكام الى فتن مرعبة وبيوت العرب الى خيم نائية في أعالي الجبال ووديانها وفي اطراف الصحاري ورمالها الحارة صيفا والباردة شتاء ونور الكهرباء فيها الى ظلام دامس وحول اقتصاديات العرب المنتجة زراعيا وصناعيا وخدميا الى سوق استهلاكية للبضائع والمنتجات المستوردة من الخارج القريب والبعيد  وفوق كل هذا وذاك جعل ارض العرب مستباحة لكل من هب ودب من دول وتنظيمات وحركات واحزاب داخلية وخارجية قريبة وبعيدة بعد ان كانت رغم جور حكامها تتمتع بنسبة عالية من الاستقرار  الأمني والاقتصادي والسياسي حيث كان المواطن لا يعرف قيمة الدولار وتأثيراته على عملته المحلية لأنه كان لا يعرف سوى تلك العملة الوطنية والتي تحولت بفعل هذا الربيع الأسود الى مجرد أكوام من ورق لا قيمة تذكر لها ولا فائدة ترتجى منها

فيما اخترقت تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والبث التلفزيوني الفضائي ومواقع التواصل الاجتماعي كل قيم ومبادئ واخلاقيات مجتمعنا العربي فقلبتها رأسا على عقب بعد ان كانت مثالا للقيم والمبادئ والأخلاق لكل الأمم الأخرى  فكان الغزو السخافي وليس الثقافي احد اهم اسلحة الدمار الشامل التي اصطحبها ربيع العرب الاسود  الذي جلب لنا المسلسلات المدبلجة التي تنقل ثقافة شعوب لا يمكن ان تلتقي مع ثقافتنا العربية والإسلامية ثم الملابس نص سرج والملابس الممزقة والقصيرة والضيقة والشفافة للجنسين ثم إظهار خصلة من شعر النساء خارج حجابها ثم تغطية نصف رأسها الى ان وصلنا إلى خلع الحجاب كليا وتشجيع تجارة المخدرات التي لم نكن نسمع عنها الا في الأفلام المصرية واخيرا وليس آخرا محاولة شرعنة المثلية ومجتمعها الشاذ دينيا وأخلاقيا ، والله اعلم بماذا سيأتوننا من ممزقات المجتمع ومدمراته .

فيما جعل الربيع العربي المشؤوم من سياسة العرب مجرد سباق وتنافس على الكراسي وتقاسم ومكاسبها وامتيازاتها بعد ان كانت رغم بعض مساؤها تهتم بمصالح الشعب وقضاياه وقضايا الأمة المركزية التي صارت في مهب الريح بعد  أكثر من عقدين على بداية القرن الحادي والعشرين الذي تتسابق فيه كل الأمم نحو الافضل علميا واقتصاديا  وخدميا الا امتنا فلا سباق لها سوى الكراسي وامتيازاتها ومكاسبها.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman