آسف جداً/ عصمت شاهين دوسكي
آسف جداً
آسف جدا إن أبكتك كلماتي
آسف جدا إن حزنت لمعاناتي
سيدتي كلما كتبت إحساسي تجردت ذاتي
ماذا أفعل إن كانت غربة الروح حياتي؟
**********
آسف جدا إن كتبت حزني ورميت
وتعلقت بحلم بعيد وهويت
ملأت كأسي وكلما ملأته، وجدته فارغا فحنيت
من الذي أبكاك ثم منه بكيت؟
**********
آسف جدا إن لم أكن أنا المختار
وبين حيرة وحيرة يولد ليل ونهار
مهما اكتب في غربتي سطورا
ومقالات وخواطر وأشعار
أسأل نفسي لمَ بكيت بلا إبحار؟
*************
آسف جدا للحروب والدمار والخراب
للتشريد والتهجير في وطن الأطياب
للقيود والجهل ورؤى السراب
لم َ نكون ضحايا بين الأوطان والأحلام والعذاب؟
************
آسف جدا إن عشنا بجسد بلا روح
ومع الزمان كآلة نجمع نزيف الجروح
كأننا بلا حلم، بلا أمل، بلا بوح
ونسأل أين الخلاص من غربة الروح؟
************
آسف جدا للمطرقة على عيش الفقير
للأرملة والثكلى والعاجزين عن رغيف صغير
لشباب بلا شباب وشيوخ بلا تقدير
لم َ شمعة لا أرى ضيائها في محراب كبير؟
*************
آسف جدا إن كان الميلاد رمدا
نبحث عن السعادة حلما وقصدا
لا نجد الشوق ربيعا يزهو وردا
لماذا كالجلمود صرنا صلدا؟
***********
آسف جدا إن طعنت في ظهري مرات
أصدقاء، أهل، أقرباء، ومعاناة
سرقوا رغيفي وسكني وحريتي
لمَ لبسوا قناع البراءة والعبرات؟
***********
سيدتي، آسف جدا من ضعف المكان
وضياع الشباب في لجة الزمان
والبحث عن الوجود بين كل الأوطان
سيدتي، أما آن للرجوع أوان؟
بقلم: عصمت شاهين دوسكي