أعذريني أنا لستُ كمبرادوريا
استغربتْ تلك الفتاة حينما قال لها ذاك الشّاب: أعذريني أنا لست كمبرادوريا، وقالت له ماذا تعني؟ فردّ عليها لا يوهمكِ لبسي الأنيق، فأنا كنت في مؤتمر لرجال أعمال، وكان عليّ أن أرتدي مثلهم، وذات ليلةٍ رآها في حُلْمِه، وقال لها: لا تنعجبي من ارتدائي لربطة العنق والبذلة الفاخرة، التي كنت أرتديها وأسير تحت المطر ذات عصرٍ، فأنا موظف بسيط، ولست كمبرادوريا، فردت عليه ماذا تقصد بكمبرادوري؟ فقال لها ليس مهما، لكنني أنا إنسان فقيرٌ، أعتاش على راتبي، فردّت عليه، وهل كلّ جريي وراءك كان بلا فائدة، فقال لها: أعذريني، وهل الحُبّ ممنوع للفقراء فأنتِ كما أراكِ فتاة عادية ولا يبدو بأنك فتاة غنية، لأنكِ كنتِ تنظرين الحافلة مثلي تحت المطرِ، فصمتت الفتاة، ولم تدر بماذا تجيبه، وفجأة استيقظ من حُلْمِه على صوت صياحِ ديكِ الجيران، وقال في ذاته: كنتُ معها لطيفا في حُلْمي رغم أنها ظلت تنظر صوبي بنظرات إعجاب…
بقلم: عطا الله شاهين