أنا تلك/ ناديا رمال

أنا تلك
أنا تلك التي ولدت
في الليلة
التي لمحت فيها
وجه أمي
لأول مره
ولمست بشفتيها الباردتين
جبهتي
وطبعت على وجنتي المتجعدة
قبلة الوالدة
قائلة
صباح الخير يا ابنتي
صباح الخير يا رفيقة نفسي
يا نصفي الجميل
الذي نما بداخلي
عليك المجيء إلى هذا العالم
ها أنت الآن بين ذراعي
فلا تجزعي فأنا حقيقة
لأضمك إلى صدري المملوء محبة
أسرعي وعانقيني
وإرتديني ثوبا” ناصعا” كالثلج
يحمل بداخله زنابق
من نبت الحقول الملونة
تعالي لأترجم
لك ما أسمعه من الملائكة
إلى لغة البشر
وما هي الكتب العظيمة
والوجوه الغريبة
وما هي العيون المحدقة بك
والناظرة أعماقك
وما هي الأصوات المترنمه
بطفولتك
تعالي لأخبرك عن الرياح
إذا هبت
وعن الفضاء الذي لا حد له
وعن السحب الرعد البرق
الأمطار
الأنهار والتلال والجداول
تعالي لأخبرك عن الأشجار
أذا أزهرت وتجردت في الخريف
عن الطيور المغردة
الهابطة والمولولة
عن العابد عن الصائم
عن الشيخ عن الكاهن الذي يخدم الله
عن الغني والفقير
عن الحب والكراهية
وعن الكاتب والكاتبة
تعالي لأخبرك
ما أصعب معرفة الموت والسفر
اصغ يا قلبي
فأنا أريد أن أجمع بينك
وبين حياة يسر قلبك لقاءها
وتطيب نفسك بمعرفتها
لتتغذي بها بدلا من الحليب
ولترتدي ذراعيها بدلا من النسيج
أنا رفيقتك الاولى
خذي يدي
ليس لك إلا أنا
بقوتي وضعفي ودعائي
فلو لم أكن
لماا كنت
وما جئت من عالم الغيب
هي أنا تأملي هي أنا
بجنتي بحنوي بنوري
بعاطفتي التي أحياها الله في قلبي
كل عام وانت بخير
كل عام وانت بخير
بقلم:
{الشاعرة ناديا رمال}