إليك ابن باديس/ زيد الطهراوي


إليك ابن باديس…
في ذكرى العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس
من الأمس يعتقك الفكر كي تستقر السفينة
بقلب له سعة الغيم تأتي رذاذ سكينه
إليك ابن باديس والصبح فيك يواري الضغينة
كأنك في جرح قومك أنت الدماء السخينة
وأنت الحنين الى الحق أنت شموع المدينة
إليك وقد غادروك ككل الكنوز الدفينة
إليك ابتسامات جيل أبى أن يفارق دينه
أقول لهم أيقظوه لينقذكم من ضياع السفينة
فقد أزف الليل واستعطفتنا الدروب الضنينة
تقض مضاجع امتنا كي تظل سجينة
وتخفي وفاء التراث لكل القلوب الثمينة
وكان ابن باديس جذعا ومن حاصروه السراب
أبى في المكاره أن يستظل بزهر الغياب(١)
وحاك الحضارة من أمة الطهر تعلو السحاب
ويرسي جبال الشريعة فوق قلوب الشباب
كتابي هو الشعب نصحي مداد يواري الضباب(٢)
وجمعية العلم تبني فتزهق روح الخراب
وتنبت أجنحة تنتمي للنبي وخير الصحاب
تفرخ أعشاشها فكرة كالسنا لا تهاب
بكل القلوب التي تعشق الحق رغم العذاب(٣)
“”””””””””””””””””” “””””””””””””””””””””””
١-في هذا البيت اشارة الى عودة العلامة عبد الحميد بن باديس من المدينة المنورة الى وطنه الجزائر ليستفيد شعبه من علمه تاركا الراحة والأمان
٢-وهنا اشارة الى ان العلامة عبد الحميد بن باديس سئل لماذا لا تؤلف الكتب فاعتذر بأنه مشغول بإعداد الرجال والأجيال
٣-في الأبيات الأخيرة إشارة إلى الجمعية التي أسسها العلامة عبد الحميد بن باديس (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) وكان لها تأثير كبير في نهضة الأمة وثقافتها وتحررها