اأفتشُ عن نوتاتِ صوتكِ/ بقلم: مرام عطية

اأفتشُ عن نوتاتِ صوتكِ/ بقلم: مرام عطية
___________
كلَّ مساءٍ أبحثُ عنك يا قمري كغصينٍ يسألُ عن نسمةِ أصيلٍ، كنحلةٍ تفتشُ عن زهرةِ أوركيد، أستمطرُ غيومكَ البعيدةَ، كشطٍ أثخنتهُ الرمالِ فراحَ يستمطرُ أناملَ مويجةٍ، أفتشُ عن نوتاتِ صوتكَ العذبِ تغدقُ سكرها في مسامعي كعصفورٍ يفتشُ جيوبَ الغابِ بحثاً عن تينةٍ ضاعتْ في الضَّبابِ، كحبيبٍ عن نبيذِ قبلةٍ، وكقلبٍ عاشقٍ عن حبيبةٍ، وأمدُّ خيوطَ المدى جسراً إليكَ…
فقدتُ بوصلتي فكيفَ الطريقُ لعينيكَ العسليتينِ، أتراني ليلى فقدتْ قيسَاً، وجولييت شيعتْ روميو ؟! أم سورية الحبيبةَ َفقدتْ فراتها، والعراق الأبي فقد نخيلَ دجلةَ، أمصرُ أضاعت أهراماتها، ولبنان فقد أرزهُ الشَّامخَ، أم فيروزُ فقدت صوتها الملائكيَّ ؟!
أدقُّ أجراسَ الرجاءَ، أرتقي محرابَ الأملِ، أرتِّلُ لإلهِ الحبِّ عساهُ يسمعني، فيرفقُ بقرى الَّلهفةِ على ضفافِ نبضي، ويهدمُ قصر النوى، أحسبني بغيابكَ قبيلةَ ضياعٍ، صحراءَ تتناهبها تلاوينُ الرياحِ، أراني مسجوناً فقد حريتهُ، فقيراً يبحث عن رزقهُ، غنياً أضاعَ كنوزهُ، مسافراً أضاع هويتهُ، طفلاً تاه عن أمهِ، جسداً يبحث عن روحهِ، وشرياناً يسألُ عن دمهِ
أُنقِّبُ عنكَ سنابلاً لعصافيري، كما تنقِّبُ صحراءُ عن واحةٍ، وعليل ٌ عن دواءٍ، داليةٌ عن حباتِ العنبِ، كما الظلمةُ تفتشُ عن الضوءِ، والليلُ عن القمرِ، على شواطئي تتلاطمُ الأمواجُ، ويتوهُ القبطانُ في سفينتي، لكنْ أُؤمن أنَّ في بحرك أسماكٌ تعشقُ الوطنَ، وتسمعُ نداءَ الأمواجِ للنَّوارسِ، كما في السَّماءِ إلهاً، هو ضميرُ الله في المطرِ.
——–
مرام عطية