البدءُ على أشدّه / ليزا إبراهيم خضر

البدءُ على أشدّه
أطفئوا الليل كي لا أتعثر بجذوري الناتئة من نخور التراب
الوضوحُ لا يمشي في نسق
عليّ أن أتلوى كأفعى الحصاد
والشرقُ من ورائي يتبعُ مجرى النهر محمولاً بحروفِ الجر،
البدء صار القضية
والقضية حاملُها يئنّ تحتَ الثقل.
***
كيفَ أٌفهِمُ القطعانَ أن الأرصفة لا تنجبُ العشب
وأن الراعي يبيع الأناشيدَ في السوقِ السوداء؟
كيفَ أُقنعُ المنافي أنْ ليسَ يسرقُ من يعفّرُ له كرامةً
من رائحةِ وطنٍ متروكة في جواز السفر
كيفَ أستعملُ في كلّ هذا الضبابِ حنجرتي
والشعوبُ لا تخرجُ من قمصانِ النوم
إلا للقتال.
**
في الخارجِ معلمو المدارسِ يبيعونَ الأحذية
والشعراء باعةُ عطور وملاحم
الأقمارُ تموتُ على دفعات تحتَ التعذيب
لا أخرجُ من أوراقي تفادياً لكمونٍ سالب
لكنّي أملكُ نافذةَ تدسّ أنفها في شؤونِ الممرات
والمحاكم والأساطير
وأنا لا أتقنُ تقليدَ النّعام
أرقبُ ارتباطَ العيدِ بزيارةِ المقابر
وارتباطَ السجادِ الأحمرِ بحقوق الإنسان
أرتمي بينَ القضايا المهزومةِ بضرباتِ الجزاء
أتمسّكُ بأسطورةٍ ذاتِ نفوذ
كمن يلكزُ الأطلال كي تهبّ لنصرته.
**
كيفَ أشرحُ للمدى المعتقل مغبةَ أن تحكّ الهواء بظفرِ شاعر
أو كيفَ يهرّجُ القلمُ عمداً في مشهدٍ محزن
هرباً من رقابةِ الساخرين
كيفَ أشرحُ لمن خرج قبلي إلى الحروبِ
لم اعتنقتُ منهجَ النوافذ
وصرتُ أبيع منها أشعاري في براويز كمن يبيعُ المقبّلات
البدء على أَشُدِّه
ومن نافذةٍ سافرةٍ تطلّ على غرفة المفتي
بدأت.
بقلم: ليزا إبراهيم خضر
22-7-2017