الشاعر أبو الطيب المتنبي….والسماوة
ثقافة المكان في الادب والشعر والابداع وتتجاوز حدود الجغرافية الى الازمان المتغيرة عندما تمارس بصورتها الحقيقية والتفاعل والحداثة والتجدد..واتخذت هذه الثقافة حيزا واسعا من الكتابات التي كتبها العظماء والفلاسفة والمفكرين ورجال العلم والمعرفة والادباء منذ وجود الانسان..مرورا بسقراط وافلاطون في جمهوريته وامرىء القيس في شعره الى مقدمة بن خلدون وفصل المقال لابن رشد الى الباحثين في الازمان المتعاقبة وعصر الحداثة وهم كثيرون… وناخذ منهم هنا من كبار شعراء العرب ابو الطيب المتنبي وعلاقته بمدينة السماوة ومن اعظم الشعراء في العهد العباسي واكثرهم معرفة باللغة العربية وقواعدها وهو القائل ومن اشهر ابياته المعروفة.. انا الذي نظر الاعمى الى ادبي… واسمعت كلماتي مت به صم الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم.. ولد المتنبي في مدينة الكوفة عام ٩١٥م وفي عام٩٢٥م استولى القرامطة على الكوفة هرب الشاعر مع ذويه الى السماوة ومكث فيها عامين اختلط خلالها بالبدو حتى تمكن معرفة اللغة العربية الاصيلة وبدقة وان معظم فترة مكوثه عاشها في بادية السماوة التي كانت تشمل على قسم كبير من شاطيء الفرات وتمتد غربا لتشمل بادية الشام حتى تدمر شمالا ثم تنحدر جنوبا حتى تتجاوز دومة الجندل الجوف اليوم اي انها تشمل مدينة بهبهان غرب شيراز وقد ذكر ذلك اكثر تفصيلا في كتاب اطلس المتنبي للباحث يوسف احمد الشيراوي.وقيل في بعض المصادر ان المتنبي ادعي النبوة في بادية السماوة وتبعه بعض من بني كلب وغيرهم وعند اسره من قبل الاخشيد امير حمص تاب واطلق سراحه. واثناء مكوثه في السماوة قال عن اهلها يرون الموت قداما وخلفا ويختارون والموت اضطرار ومن قصد السماوة غير هاد فتلاهم لعينيه منار… قتل المتنبي في مدينة النعمانية.الكوت.غربي بغداد عام ٩٦٥م وعمره مايقارب الخمسون عاما بعد ان كان ديوانه حامله في يده ويتكون من٣٢٦ قصيدة شعرية ويمكن الاطلاع اكثر من ذلك مراجعة كتاب شرح ديوان المتنبي للمؤلف علي بن احمد الواحدي.
بقلم: جبار المكتوب