الناجونَ مِنَ ( العِطّابْ )*/ كريم عبد الله

الناجونَ مِنَ ( العِطّابْ )*
أولادُ الخايبات الناجونَ مِنَ ( العِطّاب )*
للآنَ يعنكبُ في ذاكرتهم عطرُ أسفارِ الرصاص النبيل وما خلّفوهُ وراءَ الحدودِ رُفاتُ أيامٍ ضائعةٍ تزدردُ نُطفهم العقيمة … /
مقبرةُ الأقدامِ المهرولةِ فوقَ حقولِ التواريخِ الملغّمةِ تتشظّى متناحرةً غدت تلهثُ تتفقدُ بوقاحةِ الأكاذيبِ المسعورةِ …
الجبهاتُ العريضة ناصعة يتقاعدَ الوقتُ فيها يجدّولُ تساقطَ إصفرارَ الأوراقَ تتوسّدُ التوابيتَ الدافئةِ …/ تقطفُ الخوذ بتلذذٍ مطمئنة كهولة الفرحِ تعلّبُ الأرواحَ في صفائح فجيعةِ الوطن السعيد …/
نذورُ الخلاص أُقيلتْ تجمّعُ ( أولادَ الملّحة )* طوابيراً أمامَ المذابح الكريمةِ بمنجلِ الخيبةِ تزيّنُ رقابهم المتورّدة …/
حصداً حصداً تغمرهم سلالات الانفجاراتِ المسيّسةِ مضيئاتٌ تلتهمُ أوسمةَ الكرامةِ تجوبُ أوردة الحروبِ المجدوعةِ….
أيامهم الخاكيّةِ على سبطاناتِ المدافع الجاثمةِ في بؤبؤِ القرى المتهدّمةِ ينابيعها يغازلها إزدهارُ الجوع …/ مشغولةٌ اسرّتهم يضاجعها صهيلُ الفقدِ تلتقطُ ذكرياتهم المبعثرة تطفحُ ذهولاً بالوراثةِ المكفّنةِ …/ متشككةٌ حولها مجزرة تملأُ امعائها صفحات أرامل باهرة تختصرُ تلهّفَ الحرائق المنتعشة …/
على أطرافِ الدنيا يندملُ صدى السواد يكثّفُ حزنهم منفيّونَ بلا حريةٍ تشطّبُ سماءهم الزرقاءَ رحيلاً يتجددُ.
. *العطّاب : القطعة المحترقة
. * الخايبات : من الخيبة
. * اولاد الملحة : النساء اللواتي أحرقت وجوههن الشمس .
كريم عبد الله