بحثها العبثي عنه يوتّرها / بقلم: عطا الله شاهين

بحثها العبثي عنه يوتّرها
بقلم: عطا الله شاهين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس على رمالِ الصحراء منهكة
يخيّل لها بأنه واقف في السراب
تسير نحو السراب، لكنها لا تجده
على الرمال الساخنة تخرّ باكيةً وتفرك عينيها
تنظر إلى الأفق علّها تراه في سراب آخر
تتمتم لذاتها للتوّ كان هنا
الصمت يلفّها كصمت الرمال الساخنة
تحدّق في دوائر الصمت، وتتخيل بأنه يلوّح لها
هناك لا ترى إلا نباتات تشبهه بفوضوية
تقول أدور منذ زمن في دوائر عبثية دون أن أجده ..
ففي تخيلاتي الساخنة لا أراني بلا تفكير
هل سأبقى الفّ في هذه الصحراء للبحث عن رجل رحل صوب الهدوء السرمدي؟
تغفو على الرمال الساخنة بلا وعي
تصحو على صوت رجُلٍ
تلتفتُ إليه وتحدّق في عينيه
تقول: إنه يشبهه، لكنّ وجهه تغير لونه
عيناه غائرتان وليست كعيناه
تقف على رجليها لتتأكد منه، لكنه يختفي فجأة من أمام عينيها الدامعتين..
ترى من بعيد سراباً لا يشبهه
تقول: هل سأظل أجري في تخيلاتي إلى اللانهاية؟
فبحثي العبثي عنه يوترني
سأعود إلى بيتي
لا يمكن أن أظل محاطا بجدر تخيلاتي هنا تحت الشمس..
لكنني لماذا أراه يقف بين السماء والأرض؟
لربما رحل إلى الفردوس
ففي تخيلاتي الساخنة لا أرى سوى صحراء صامتة
ها هو يلوّح لي بيديه
لم ينتظرني لنرحل من عالم موبوء
تخطو على الرمال الساخنة وتقول: تخيلاتي تبخّرت من الشمس الحارقة.
فأنا ابحث عنه منذ زمن، ولكن لا شيء منه هنا
تصل بيتها وتنظر إلى السماء مستغربة
تسأل نفسها هل ما أراه الآن هي تخيلات
فاللتو أخذت حمّاما باردا وعقلي عاد إلى تفكيره الصحيح..
فهل بحثي العبثي عنه كان يوترني ولهذا رأيته معلقا بين السماء والأرض؟