بطعم الخبز والحرية/ايفان زيباري
بطعم الخبز والحرية …… قصة قصيرة
ينظر نحو الأفق فيرى في قمم سفوحها ثورة الجياع يحبو نحو الغد بخطى منحوتة من رماد الماضي فيسلك درب نظراته الثاقبة لعله يرى ظل أغنية أنشودة رقصة هائمة بين أجنحة الأفق ينادي حبيبته من المدى ويصرخ
عيناك لؤلؤتان ثائرتان بطعم الخبز والحرية
ترد وهي تهرول وتسابق الريح
هاربة ابتسامة الأمل من همسات هذه الانثى فما زال في الأرض فقراء…….
تهز جوارح الصرخة رجولته ويرتمي في حضن هذه الريح لعله يفترس ثورة حالمة فتجرده الكلمات والحروف من الكبرياء ويبقى غارقا في عينيها فهي تهرول إليه وهو ما زال واقفاً منتصب القامة فربما تحتويه نسمات الريح بين طياتها ويختفي في حضورها ……
وهي تقرع طبول هذه البقايا الوحشية من انوثتها المتمردة ترسم ملامح الذاكرة كل الأشياء والأماكن فالأرصفة غائبة عن الجوع والشوارع ممتلئة بالوجوه المتعطشة للعشق هنا تختلف نبضات هذه الرحلة بينه وبينها فهو رغم شموخه كسنديانة حمراء حالم ثائر باحث عن الحضارة والانسانية لكن الفوضى تسترجع ما في أعماقها وهي تحمل عناقيد انوثتها المزخرفة بالجوع والفقر من المسافات التي تفصلها عن الحبيب ويبقى الحلم متبعثرا مشلولا يأبى الانتحار لا نهاية له فحكايتهما تختصران كل شيء من أقصى الأرض الى الأقصى الآخر فالعشق هويتهما والثورة حلمهما ……
ايفان زيباري
شاعر وكاتب