بقايا يساره تنتظرها/ايفان زيباري

بقايا يساره تنتظرها …… قصة قصيرة
بين هوامش الأبواب وفواصل النوافذ ينتظرها يقف على أعتاب ذاكراته المنسية مرتديا قناعه النرجسي يحاول أن يعيش تلك اللحظات بهدوء وصمت لا لكونه يتبنى هذه الصفات كدستور في فوضى يومياته أنه أبعد من ذلك بكثير أنه مصدر للصخب والضجيج في كل شيء لكن من اجل ان يرافق كل شيء فيها يستسلم للهدوء والصمت لعله يحظى ببعض الاوكسجين الفكري النقي في حضرتها بهذه الكلمات يرسم جدولا لكلمات العشق المتقاطعة فوق الجدران والنوافذ والأشياء المحيطة به لحين وصولها فعقارب الساعة تخلد للنوم ونبضات قلبه ما زالت واقفة منتصبة القامة تبحث عن دوي انفجار كعبها العالي, آه من هكذا الانفجار يزلزل شرايين القلب بشظايا الهوى وبينما يحاور القلم وريد اللهفة تختزل أنفاسه صوت كعبها العالي ها هي قادمة من خلف الأفق من بين حقول الحروف والكلمات التي زرعها في طريقها ها هي تصل بكامل انوثتها تسبقها رائحة عطرها إليه تنتشر في فضائه المسكون بنشوة اللقاء ها هي تقترب منه يصدح غيتار كعبها العالي برفقة نبضات قلبه وتعزف لحن النصر له يبحث عن سيجارة كي يشعلها فتمتزج رائحة التبغ بعبق عطرها كي يهطل الدم نحو صحراء رجولته فهو يقاوم كل شيء إلا النساء إنهن الحاجز الوحيد الباقي في دربه إنهن الجسر الفاصل بينه وبين المجد وما هي إلا ثواني معدودة وتقف أمامه يحاول أن يظهر أمامها بكبرياء رجولته لا بهزائمه المركونة في قصائده الحمراء تبوح له بابتسامة كأنها تقول له ها قد وصلت يرد عليها بابتسامة يبوح فيها بما يخفيه ترد عليه بكلمات ويرد هو بكلمات ويدور حوار بينهما لا يخلو من نظراته العبثية لمكياجها لاهتزازات شفتيها للرطوبة الخفية فوق خديها في تلك اللحظة يلتقط كل شيء يصدر عنها بحواسه لعله يخفف بعضا من وجع رحيلها الذي يتبع وصولها وما هي إلا بقايا زمنية وتمضي بكعبها العالي ويمضي معها فبدونها يكتسح العطش دهاليز حروفه وبحضورها ينهمر الشعر من قلم حمرة لم يتبقى منه سوى لمسة ناعمة فوق خدوش القصيدة ترحل كعادتها يلاحقها كعادته تهتز بينهما المسافات يقترب منها تحبو نحو اليسار قليلا يجن جنونه يطرح آخر أوراقه فوق الطاولة يلملم بقايا يساره ويقتفي فيها قطرات المطر ليرسم آخر انتصاراته المرصعة بحكاية عشق لم يكتمل شتائها فوق هوامش الأبواب وفواصل النوافذ في فوضى يومياته …….
ايفان زيباري
شاعر وكاتب