26 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

 تَبايُنْ ../ بقلم: هند العميد

 

هند العميد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تَبايُنْ ..

بقلم: هند العميد

قصة قصيرة ..

كَبُر الأخ الأكبر، وهو يحمل الضّغينة والحقد لشقيقهِ الأصغر!! وكثيراً ما كان يتمنّى أن يُطيحَ بهِ القدر كي يظفرَ بقلب أبيه وودّهِ لوحدِه، فهو ذاك الذي لم تكُنْ حصّتهُ إلا الأوامر بإنهاء الأعمال الشاقّة والتي تُتعِب كاهله عن أخيه المدلّل كما كان يظنّ في سرّه، حتى جاءَ ذاك اليوم المرتقب، الذي عقَدَ بِهِ معَ الشّيطانِ خطّته للتخلّص من أخيه، وَلم تَشفع لنفسه أبوّتهُ التي منحها الله إيّاه حين رُزق بولدَين يافعين كطيرين صغيري.

أخذَ يُجهّز غرفة القبو ويأمر طفلَيه بجذبِ الحبال والخشب وهو يهمّ بإعداد فخٍّ لشقيقه لا ينجو منه إن وقع، راح الرّجلُ يطلب من ابنه الكبير مسك طرف الحبل تارةً وحمل الأخشاب تارةً أُخرى، وفي لحظة ما، انتبه الأبّ لابنه الكبير وهو يجمعُ قصائصَ الحبل ومخلّفات الخشب ويضعها على صوب آخر من القبو! فسألهُ أبوه عن سبب حاجتهِ لجمع تلك الأشياء؟!

فصُعقَ حين سمع ردّ طفله قائلاً: أنا أُهيّئ لصنع الفخّ لأخي حين أكبرُ يا أبي

الأب: ولماذا يا بنيّ؟؟! فأنا لا أفرّقُ بحبّكما أحد

الابن: نعم، لكنّك تُدلّلهه وتتركه يلعب دائماً بينما تأمرني بالعمل الشاقّ

الأب: لكن يا بني أنت الأكبر والأقرب إلى إيماني بأنّك أهلٌ للعون، ثم سكت الأب بابتسامة تغزو وجهه باستحياء من جواب لطالما كان يبحثُ عنه.

٢/٧/٢٠١٨ هنـــد العميــد/ العــراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.