ثعلبْ
لأنكَ ثعلبْ
جعلتَ من القلبِ مضمارَ خيلٍ
وساحةَ سوقٍ
جعلتهُ ملعبْ
لأنكَ ثعلبْ
لعبتَ بكلِّ حروفِ الهجاءْ
وكلِ النسائمِ عند المساءْ
وأصبحتَ دفئاً يقيني الشتاءْ
لعبتَ بكلِّ استحاءِ النساءْ
ولازلتَ تلعبْ
لأنكَ ثعلبْ
دخلتَ حياتي أثرت القضيةْ
فتسألني الصفح والعفوَ يوماً
إذا ما أطحتَ بحملِ يديَّ
وحين اقتربتَ من الأرضِ تحبو
تلملمُ أوراقَ كانتْ لديَّ
وحينَ اقتربتُ أنا منكَ جهلا
رميتَ بسحركَ في ناظريَّ
وتلعب دوراً كئيباً غريباً
وتبدأ من ها هنا المسرحيةْ
تُراني أأخطأتُ حينَ تركتُ
سهاماً للحظيكَ زجَّتْ إليَّ
وحينَ بدأتَ حديثُ الخواطرْ
رأيتكَ شاعرْ
تجيدُ اجتياح حصونِ المشاعرْ
وتمنحني الشعرَ عشقاً وحبا
وورداً جميلاً منحتَ هديةْ
فما كانَ مني سوى أن أكون
ككلِّ الإناثِ فتاةً سويةْ
فتمضي الشهورْ طويلةْ تُغامرْ
وتملأُ باسمي سطورَ الدفاترْ
ولستُ أظنُّكَ يوماً سترحلْ
ولستُ أظنكَ يوماً ستتعبْ
لأنكَ ثعلبْ
منحتُكَ كلُّ الهوى بابتهالْ
فأصبحَ قلبي سخي المنالْ
وأصبحتَ في بضعِ شهرٍ حياتي
وروحي وعمري التي للزوالْ
وسرت بأوردتي كالدماءِ
وصرتَ تصاحبني للخيالْ
تعانقُني أو تغازلَ شَعري
وترشفُ من شفتيَّ العظالْ
وتغسلُ بالحبِّ نهديَّ يوماً
وتلهبُ روحي بكلِّ اعتجالْ
وتسلبني أغلى ما للعذارى
بعذرِ هوىً قد أكلَّ الجبالْ
فترحلُ عني بعيداً وتتركُ
طفلاً وعرضاً رخيصُ النوالْ
رويدكَ أين رهيفُ الهوى
وعذبُ كلامٍ يهيمُ الجبالْ
فما كانَ لي إلا أني أفقتُ
على صفعةٍ أسكنتني الظلالْ
أتنفعني ولولاتُ النساءِ …؟
وتلكَ الدموعُ التي قد تُسالْ
ولستُ أظنُّ تحلُّ القضيةْ
دموعي التي في الندامةِ تسكبْ
وطفلُكَ في الجوفِ يمضي ويلعبْ
وما أنْ فعلتَ سوى أنَّ فيكَ
دماءُ تعودُ بأصلٍ لثعلبْ
لأنكَ ثعلبْ.
إبريل / نيسان
2004
بقلم: عبد الرحمن الكحلوت