حوار مع الأديب” إبراهيم خليل إبراهيم ”
– الحركة الثقافية في مصر تحتاج إلى الاهتمام بالمواهب الحقيقية
– أيدلوجيتي هي أيدلوجية وطنية فكل كتاباتي للإنسان والوطن
– اللغة العربية تعاني في زماننا هذا وأكاد أسمع أنينها وشكواها
حوار أجراه: السيد الزرقاني
– عرفته الجماهير شاعرا، اعتلي منصات الإلقاء في ربع مصر والوطن العربي، شادياً بأبياته الرائعة، وانصت له الجميع في متعه الإشباع الشعري، حيث فرض أسلوبه الأدبي على الجميع متميزاً عن الآخرين بما يتناوله من موضوعات هامة تمس الوطن والمواطن ولذلك كان لنا معه هذا الحوار الثري في البداية سألناه
كيف يري الأديب “إبراهيم خليل إبراهيم” الحركة الثقافية في مصر والوطن العربي؟
– الحركة الثقافية في مصر تحتاج إلى الاهتمام بالمواهب الحقيقية وإعطاء كل ذي حق حقه لمواكبة التحديات التي تواجهها مصر والدول العربية في أخطر مرحلة تعيشها في العصر الحديث فنحن نحتاج إلى أصحاب الأقلام الوطنية المخلصة لإزالة حالات التغريب التي زادت في عصرنا هذا، نحتاج إلى تأصيل الهوية المصرية والعربية وإزاحة الغبار عن العقول التي طمست، نحتاج من الجهات الثقافية التواصل أكثر مع الشباب والعمال والطلاب فالمثقفين هم الذين حركات نهضة وتقدم الأمم الشعوب في عصورها المزدهرة.
يقول البعض بإن الحركة الثقافية الآن أصبحت خارج سيطرة مؤسسات الدولة من حيث الاتجاهات والنشر، ما مدى صحة تلك الرؤية؟
– ما دفع البعض إلى قول ذلك وجود الشللية والشخصيات التي تخدم بعضها البعض ولكن هناك بعض المشروعات والسلاسل الأدبية والثقافية تهتم بنشر الإبداعات لبعض المواهب الواعدة ولكن طول الوقت الذي ينتظره المبدع لنشر مؤلفه يصيبه بالإحباط وهناك أيضا شخصيات وفية تقوم بدور عظيم في مجال النشر، المبدع عماد قطري ومؤسسة الحسيني وصالون رفعت المرصفي …. وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
بالأمس كانت القاهرة “مصر “تقود حركة الثقافة في المنطقة العربية وتراجعت الآن لصالح مناطق أخري، فما أسباب ذلك من وجهة نظرك؟
– مصر صدرت الحضارة والعلم إلى دول المعمورة ولكن تراجع ذلك يعود إلى أزمة الضمير التي جعلت أنصاف المواهب يحتلون أماكن المواهب الحقيقية ولذا لابد من وضع الشخص المناسب في مكانه المناسب فلولا ذلك ما سعدنا بطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وأسامة أنور عكاشة وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وشادية إلخ. ” المحسوبيات والكوسة تقتل المواهب “.
شهدت المنطقة العربية تغيرات سياسية عديدة كيف رصدها الكاتب “إبراهيم خليل إبراهيم “؟
– الصهيونية العالمية علمت تمام العلم بعد نصر أكتوبر 1973 وتوحد العرب من المحيط إلى الخليج أن قوة العرب في وحدتهم ولذا قامت بدور بغيض ومازالت لتدمير الشخصية العربية وبالفعل استغلت معاناة الشعوب العربية وتسللت بدعوى الربيع العربي وحدث ما حدث وكلنا نعيش ونرصد ما تم في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفي مصر ولكن شرفاء الوطن مازالوا يحافظون على مصر كنانة الله تعالى في الأرض والمكرمة من فوق سبع سماوات في القرآن الكريم والكتب السماوية وإن لم تنتبه الأمة العربية للأحداث والمؤامرات ستكون واحة للغربان.
عاصرت انتفاضة المصريين في 17 ’18 يناير 1977 وكذالك أحداث 25 يناير 2011 كيف قارنت بينهم وما هو موقفك من كل منهما؟
– من عاش تلك الأحداث رصد واكتشف من يعمل لصالح الوطن ومن يتآمر عليه ومن ثم أنا مع كل من يعمل لأجل مصر وضد ضد من يتآمر عليها وأذكر في هذا الصدد ما غناه سعدون جابر ابن العراق:
اللى مضيع دهب في سوق الدهب يلقاه
واللى مضيع حبيب يمكن سنة وينساه
أما اللى مضيع وطن وين الوطن يلقاه.
انتقلت في حياتك بين أماكن متعددة داخل مصر وخارجها، أي الأماكن كانت أكثر تأثيراً في حياتك ولماذا؟
– ولدت في سراي القبة بمحافظة القاهرة لأسرة من محافظة الشرقية وذهبت مع والدي والأسرة إلى أسوان أثناء عمل والدي في مشروع السد العالي العظيم وحرصت على العودة من أسوان إلى السدس مركز الإبراهيمية شرقية للالتحاق بالتعليم الابتدائي ثم الإعدادي ثم انتقلنا إلى القاهرة ومازلنا نعيش فيها وشربت ورضعت القيم الأصيلة في الشرقية ونهلت من طيبة أهل أسوان ولكن الشرقية تسكن قلبي وعقلي كما سافرت إلى العراق والأردن والمغرب والعديد من الدول وكل دولة أحببتها ولكن يبقى حب مصر هو الحب الكبير والعظيم الذي يسري في جسدي مسرى الدم وكما دقات القلب.
لكل مفكر أو مبدع أيدلوجية معينة تسيطر عليه، إلى أي أيدلوجية ينتمي فكرك؟
– أيدلوجيتي هي أيدلوجية وطنية فكل كتاباتي للإنسان والوطن وهنا استدعي قول عمنا الشاعر عبد الرحمن الأبنودي:
إن لم يكون العلم مصباح للغلابة
إن لم يزيح العتمة والضبابة
لا فائدة في كتابك أو سهرك وعذابك
لك في أدب الرحلات بعض الكتب، حدثنا على مميزات هذا النوع من الأدب وما هي رسالته؟
– أدب الرحلات واحداً من أجمل أنواع الأدب لأن ينقل ما شاهده الكاتب في الدول والأماكن التي عاش فيها أو زارها، ومن يقرأ كتب أدب الرحلات يشعر بالمتعة وخاصة إذا كان الكاتب يمتلك أدواته الأدبية وهذا هو مجمل القول في هذا الصدد لأن الحديث يحتاج إلى صفحات وصفحات.
كيف تري دور النقاد والدراسات الأدبية للإصدارات الجديدة، هل يظهر أثرها في حركة الإبداع؟
-الناقد المتخصص صاحب الرسالة المخلصة والضمير الحي يكتب نقده وفقا للعمل الذي أمامه ومن ثم يظهر مواطن الجمال والقوة والمواطن الأخرى ويقدم الحلول والرؤى لتجنب مواطن الضعف وعلى الناقد التفرقة بين موهبة في بداية طريقها وأخرى أكدت نفسها.
يتحدث الكثيرون عن ضعف مستوي التعليم في مصر مما يؤثر سلبا على اللغة العربية وآدابها وبالتالي الإنتاج الأدبي والإبداعي، كيف ترصد تلك الإشكالية في الوقت الحاضر؟
– اللغة العربية تعاني في زماننا هذا وأكاد أسمع أنينها وشكواها وللأسف التعليم يحتاج إلى وقفة جادة فقد رصدت ضعف مستوى الكثيرين في اللغة العربية بل هناك من يحمل مؤهل جامعي ويخطئ في الكتابة وقواعد الإملاء ولا شك نجد عبر صفحات التواصل الاجتماعي من يطلق على نفسه الشاعر والأديب وهو لا يجيد اللغة العربية، إن فاقد الشيء لا يعيطه.
كيف يمكن النهوض مرة أخرى باللغة العربية وآدابها في مجتمعنا المصري والعربي؟
-النهضة تبدأ من الكتاب ولذا أطالب بعودة كتاب القرية ولابد من اهتمام الأسرة والمدرسة والمجتمع والمؤسسات باللغة العربية لأنها هويتنا ولغة القرآن الكريم فمن فقد لغته فقد هويته.
تمنح الدولة العديد من الجوائز سنوياً، هل ترى في منح هذه الجوائز أهواء شخصية في اختيار أصحابها؟
– يجب أن نعلم تمام العلم أن الجوائز لا تصنع مبدعاً بل تحفزه وأتمنى ممن بيده الأمر لترشيح الأسماء إلى الحصول على جوائز الدولة بذل الجهد أكثر لأن هناك الكثير ممن يستحقون جوائز ولم يحصلوا عليها وهناك من فاز وثارت الدنيا وطالب البعض بسحب الجائزة ممن لا يستحقها ومن يريد البحث حول ذلك عليه البحث من خلال الإنترنت.
ما هو الجديد الذي ينتظره القارئ المصري والعربي منك في الفترة القادمة؟
– بفضل الله تعالى قدمت للمكتبة العربية أكثر من 50 كتاباً مابين الشعر والقصة القصيرة والنقد والفن وأدب الرحلات وأدب الحرب والموسوعات وتحت الطبع أكثر من 60 كتاباً وقد خصني البطل محمد المصري صاحب الرقم القياسي في تدمير الدبابات حيث دمر في معارك أكتوبر 27 دبابة إسرائيلية بـ 30 صاروخ. خصني بمذكراته وأيضاً أتمنى من الله تعالى أن يوفقني في طبع مؤلفاتي التي قيد الطبع واستكمال أجزاء موسوعتي أغنيات وحكايات التي صدر منها 3 أجزاء وأيضاً موسوعتي حلوة بلادي التي صدر منها 4 أجزاء ولى العديد من الفترات الإذاعية والبرامج الإذاعية عبر أثير الإذاعات منها كل يوم سبت الساعة الواحدة والنصف ظهرا مع الإذاعيين منال رفاعي وحاتم عبده وطارق رفاعي وأحمد سعيد وكل يوم أحد الساعة 4 عصرا وكل يوم ثلاثاء الساعة 7 والثلث مساء مع الإذاعية فاتن غيث بإذاعة شمال سيناء وكل يوم ثلاثاء الساعة 6 مساء مع الإذاعية صباح رمضان بإذاعة شمال الصعيد.
ما هي الرسالة التي توجهها إلى الأدباء الشباب في مصر والوطن العربي؟
أقول إلى الشعب المصري والعربي: أنتم رأس الحربة وأنتم الحاضر والمستقبل ولن يبني وطنكم إلا أنتم فحافظوا على الانجازات وأضيفوا عليها ولا تنساقوا وراء أصحاب الأجندات الخارجية والعقول المغيبة.
كيف تري أزمة دول الخليج مع قطر في هذا الوقت، وكيف تري تباين الموقف العربي تجاه القضية السورية خاصة قطر؟
-للأسف قطر تقوم بدور خسيس تجاه الأمة العربية وخرجت عن السياج العربي ولذا ما تقوم به سوف ينقلب عليها لأن من أراد السوء لمصر وللأمة العربية قصمه الله.
سد النهضة يمثل عقبة أمام مشروع مصر الحديثة الآن، كيف تري الخروج من هذه الكارثة المائية إذا تم بناء السد؟
-لابد من التحرك المصري وفقاً للقوانين والاتفاقيات المتعلقة بذلك قبل فوات الأوان لأن المياه حياة وقد كتبت في التسعينيات أن الصراعات الدولية القادمة سوف تكون لأجل المياه.
كيف تري أداء الحكومة الحالية؟
-الحكومة تقوم بدور كبير في الإصلاح الاقتصادي ولكن عليها الاهتمام الأكثر بالبعد الاجتماعي لأن الناس تئن من جنون الأسعار.
ما هي رسالتكم للرئيس السيسي في مع بداية السنة الرابعة في ولايته؟
-الرئيس عبد الفتاح السيسي أنقذ مصر من الضياع ولذا الشعب المصري العظيم التف حوله ومع هذا نجد من طمس عقله وأيضاً نجد المؤامرات التي تحاك بمصر وأقول للرئيس عبد الفتاح السيسي أن التاريخ سوف يذكر وقفتك الوطنية وشجاعتك ضد الذين سرقوا الوطن ولكن أنت أعدت مصر إلى شعبها تلبية لرغبة الشعب وجهدك وأعمالك وإنسانيتك وحبك لوطنك هو خير الرد على لأن العمل صوت الأعلى والأقوى.
حوار أجراه: السيد الزرقاني