ـ أوّل نصّ لي كان خاطرة في عمر الحادية عشر بعد قراءتي لرواية الأمين والمأمون لجرجي زيدان.
ـ إنتاجي الأدبي متنوع، من شعر لقصّة قصيرة لقصص أطفال خيالية لترجمة روايات وقصص قصيرة لأبحاث ودراسات لقراءات نقدية.
ـ أنا أقترح أن يدخل موضوع المطالعة في المدارس كما كان في جيلي ليتعلم التلميذ منذ البداية معنى الكتاب وقيمته الأدبية.
ـ أنا أفضّل أن أتناول قراءات أدبية لكتاب وشعراء جُدد لأفتح لهم الآفاق الواسعة ولا أكتب أبداً للمشهورين فقط.
ـ أبداً، لا تواجهني صعوبات في الترجمة لأنّ اللغة الفرنسية نتعلّمها في المدارس في عمر الثامنة ونتكلّم بها مع بعضنا منذ نعومة أظافرنا.
ـ أكثر من كاتب وجد نفسه وراء القضبان وفي المحاكم أو السجن أو لاحقته الحكومات وهناك من أعدم بسبب كلام كتبه.
ـ بكل بساطة، الكتاب الإلكتروني هو امتداد للكتاب الورقي وليس آخر مسمار في نعشه.
ـ قدوتي الأدبيّة هو الشاعر والناقد هاتف بشبوش منير دربي ونجمتي الساطعة.
أجرى الحوار: خالد ديريك
رابطة آرارات الثقافية
خالد ديريك: نرحب بكِ ونشكركِ على تلبية دعوتنا لإجراء هذا الحوار.
في البداية كيف تُقدمين نفسك للقراء؟
نوميديا جرّوفي: شكري وتقديري وامتناني لهذه الالتفاتة الرّاقية من قبلكم.
في البداية، أقدّم نفسي كقارئة نهمة للكتب قبل كلّ شيء، فالكتاب صديقي ورفيقي أينما أكون في الدّوام في البيت في الحافلة في السّفر، وأنام يوميّاوأغفو وأنا أقرأ.
خالد ديريك: كيف خطرت لكِ فكرة الكتابة أو ما الذي دفعكِ إليها، ومتى دوّن قلمك أول نص؟
نوميديا جرّوفي: الدّافع الأكبر هو مطالعة الكتب منذ كنتُ في الثامنة ليومنا هذا، كنتُ دوماً أحصل على المرتبة الأولى في المدرسة وكانت هداياي كلها كتب بشكل قصص أطفال أحصل عليها من أهلي، ثمّ بدأت أختار ما أطالع حيث كنتُ أقوم بتلخيص كلّ رواية من الأدب العالمي بطريقتي وأجمعها في دفاتر ما زلت أحتفظ بها ليومنا هذا.
وبالتّدريج ومع مرور الوقت تعلّمتُ كيف أنوّع القراءات من روايات لشعر لأبحاث بكُتب أشتريها أو أذهب للمكتبات وأمضي يومي هناك أقرأ وأكتب.
وأوّل نصّ لي كان خاطرة في عمر الحادية عشر بعد قراءتي لرواية الأمين والمأمون لجرجي زيدان.
خالد ديريك: حدثينا قليلاً عن إنتاجك وإبداعاتك الأدبية، وما هي الموضوعات التي تطرقتِ إليها؟
نوميديا جرّوفي: إنتاجي الأدبي متنوع، من شعر لقصّة قصيرة لقصص أطفال خيالية لترجمة روايات وقصص قصيرة لأبحاث ودراسات لقراءات نقدية.
تناولت مواضيع مختلفة: حزن، ألم، ابتسامة، أمل، حبّ، تمنّي، فلسفة، صوفيّة، خيال وواقع.
في الشعر: محراب في كلّ روح، في متاهة قلبي المسافر، هاتف على أوتار قلبي.
في القصة القصيرة: مجموعة قصصية.
قصص أطفال خيالية باللغة الفرنسية وقمت بترجمتها للعربية.
في الترجمة: مشرحة بغداد للروائي برهان شاوي للفرنسية، وبعض القصص القصيرة للقاصّ جمال حكمت للفرنسية.
في الدراسات: مولانا الحبّ جلال الدين الرومي، تاريخ وثقافة كرُدستان، متاهات برهان شاوي، قراءات نقدية (جزء1)، ثورة الذات والأنا.
خالد ديريك: ماذا تعنين بعناوين دواوينك “محراب في كلّ روح”، ” في متاهة قلبي المسافر”، “هاتف على أوتار قلبي”.
هل تكشفين لنا بعض الأفكار الرئيسية عن محتويات المجموعات الشعرية؟
نوميديا جرّوفي: كل ديوان يختلف عن الآخر من حيث المضمون والمعنى:
” محراب في كلّ روح “ هو تقريباً ديوان صوفي كما استخلص مغزاه كلّ من قرأه وتناوله بدراسة كما تناوله الأب يوسف جزراوي وكذا الأستاذ عبد النبي فرج.
” في متاهة قلبي المسافر” جمعت فيه أحزان عراقية ودموع عربية لشرقنا المتألمّ بسبب الدّمار والحروب، فيه آمال وأمنيات.
” هاتف على أوتار قلبي” هو ديوان لرفيق الدرب الطويل وسراجي المنير الأقرب للقلب والروح والعقل.
خالد ديريك: نوميديا جرّوفي هي شاعرة، قاصّة، باحثة، مترجمة وناقدة.
ألا تتلقّى صعوبات وهي تقود هذه المعارك الكتابيّة؟ وفي أي جنس أدبي تجد نفسها أكثر؟
نوميديا جرّوفي: أبداً، لا توجد صعوبات وسط هذه المعركة الكتابيّة كما وصفتها بطريقة جدّ راقيّة لأنّ الكتابة لا حدود لها ولا أتعثّر في أيّ درب أدبي مهما اختلف عندي ولو حدثوتعبتُ بالكتابة أحيانا أرتاح بالمطالعة لعدّة أيّام لأعود لقلمي مجدّداً.
أجد نفسي في الشعر فأنا شاعرة أوّلاً، حيث من خلال الشعر أستطيع التعبير عمّا في أعماقي العميقة من خلال حدث أو واقع أو خيال أو إحساس أو شعور أعبّر عنه بطريقتي الخاصّة.
خالد ديريك: هل هناك سمة للأدب المغاربي تُميزه عن غيره؟ وهل لك من مقترحات في سبيل التطوير إن كان هناك نواقص وعيوب حول الأدب والثقافة في بلدكِ؟
نوميديا جرّوفي: الأدب المغاربي يختلف عن الأدب العراقي أو الأدب المصري أو الفلسطيني، ولأنني تتلمذتُ بالأدب العراقي فهناك فرق شاسع في بلدي من خلال الروايات أو الدواوين فمواضيعها ليست بالعمق مقارنة بغيرها، للأدب المغاربي كُتابه أيضاً وهناك المتألقون الذين تركوا بصمة أدبية مثل “محمد ديب”، كاتب ياسين”، “آسيا جبار”، ” ياسمينة خضرة”، “رشيد بوجدرة” وغيرهم.
الفرق بين الدول المغاربة والعالم العربي أن الشباب هنا لا يطالعون كثيراً وانهمكوا في جيل التكنولوجيا الحديثة فبدل قراءة كتاب تجد أغلبهم في مواقع التواصل الاجتماعي للدردشة دون فائدة.
لدينا مكتبات كثيرة لكن روّادها قليلون وهذا جدّ مؤسف.
أنا أقترح أن يدخل موضوع المطالعة في المدارس كما كان في جيلي ليتعلم التلميذ منذ البداية معنى الكتاب وقيمته الأدبية ويبني علاقة صداقة معه بدل الأجهزة الالكترونية.
خالد ديريك: متى تختار نوميديا جرّوفي نصّاً أو كتاباً …إلخ من أجل كتابة دراسة نقدية حوله؟ وهل النقد هو الكشف عن مواطن الجمال فقط؟
نوميديا جرّوفي: بصراحة الاختيار يأتي فجأة أثناء المطالعة سواء كان النصّ رواية أو شعر أو قصّة قصيرة، ووحده النصّ من يجذبني للكتابة عنه، ولا أختار الكتب من العناوين فأحياناً العنوان يجذب القارئ بينما المضمون لا شيء والعكس صحيح.
قراءاتي النقدية قد تختلف عن القراءات النقدية عند غيري، فهناك من يتناول النقد بنقط معيّنة منها البحث عن الثغرات والفجوات في النصّ وإظهار عيوب ما كتب الكاتب أو الشاعر ويبحث عن موطن الضعف في النصّ. لكن قراءاتي مختلفة تماماً واستثنائيّة فأنا أظهر جمالية النصّ للقارئ وأبسّطه له بطريقتي الخاصّة حيث أتعمّق فيه أكثر وأعثر على مغزاه أو الرسالة التي ينوي الكاتب إيصالها للقارئ من خلال ما كتب، وليفهم القارئ بشكل أفضل أعطيه أمثلة من أقوال حكماء أو عظماء خلّدهم التاريخ أو قصص واقعيّة أكون سمعتها أو قرأتها يوما لتكون متزامنة مع نصّ الكاتب.
خالد ديريك: ماذا عن الكُتاب والشُّعراء الجُدد، هل لهم نصيب عند النقاد أم أنّ الإهمال مصيرهم وحصّة الأسد فقط لنّخبة المشهورين؟
نوميديا جرّوفي: بكلّ تأكيد لهم نصيب عند النقاد، فالكاتب مهما كان جديداً أو قديماً له نصيب في التوغل في كتاباته عند القارئ والناقد خاصّة.
الناقد وحده من يُبرزه بصفة جميلة فيبني فضول في نفسية القارئ للاطّلاع على إنتاجه أو يبعده عن القارئ لو أبرز فجوات كتاباته كما حدث للكثيرين.
أنا أفضّل أن أتناول قراءات أدبية لكتاب وشعراء جُدد لأفتح لهم الآفاق الواسعة ولا أكتب أبداً للمشهورين فقط، فالمشهور له جمهوره الغفير، والصاعد يحتاج ليعرفه الناس، كما تناولت دراسات لكتّاب أغلب القراء لا يعرفونهم، لكنّي سلّطتُ عليهم الأضواء وشوّقت القارئ للاطلاع على أعمالهم الأدبيّة الثريّة.
خالد ديريك: ما هو الشيء الذي شدّ نوميديا جرّوفي إلى مولانا جلال الدين الرومي، لتؤلّف كتاباً موسوعياً عنه؟
نوميديا جرّوفي: مولانا جلال الدين الرومي قطب صوفي بارز، ومنذ كنت في الثانية عشر وأنا أقرأ أعماله وبمرور الوقت تعمّقت أكثر وغصت في أعماق كتاباته حتّى تغلغل في أعماقي حبّ عالمه الذي أخذني بعيداً، قصائده لشمس تبريز ولّدت فيّ الفضول لأكتشف السرّ الدفين وراء اغتيال شمس الدين تبريز، من منهما الشيخ؟ ومن المريد؟ ما هي المولويّة؟ فكتبتُ يوم:
” تجرّدتُ عن جسدي
وتورّطتُ في روحي
فتُهتُ في هوى الأرواح”
عالم مولانا الرومي بحر شاسع لا مرفأ له، وفي أعماقه جواهر نادرة عنوانها الحبّ والمحبة والمودة والتسامح وكذا موسيقى الأرواح التائهة التي تجعلنا نحلّق في الأعالي.
هذا ما جعلني أزداد غوصاً لأكتب كتاب موسوعي لم أنته منه منذ أربعة أعوام وأنا وسط كل الكتب العديدة والأبحاث عنه لأنهي تأليفي الموسوعي للأجيال القادمة.
خالد ديريك: متى تعرّفت نوميديا جرّوفي على تاريخ وثقافة كُردستان، هل من أمر جذبها وحفّزها أن تُنقب وتكتب الأبحاث عن تاريخ وتراث هذه الأمة؟
نوميديا جرّوفي: تعرفت على كُردستان بفضل الأستاذ والباحث الموسوعي ” جلال زنگابادي” وكتابه الموسوعي (الكرد لوجيا)، وبالبحث وجدتُ تشابه طبق الأصل في بعض العادات مع مديني تلمسان خاصّة في طقوس الزواج، ومن هنا ازددت تعمقاً وبحثاً لأكتب عن تاريخ وثقافة كُردستان لأفتح الباب على مصراعيه لمن لا يعرف حضارتها وتقاليدها المتوارثة أبًا عن جدّ منذ عقود.
خالد ديريك: ما هو أول نصّ قمتِ بترجمته؟ وكم كتاب ترجمتِ حتى الآن؟ وهل تواجهكِ العقبات أثناء الترجمة؟
نوميديا جرّوفي: أوّل نصّ قمت بترجمته من العربية إلى الفرنسية هو رواية (مشرحة بغداد) للروائي “بُرهان شاوي” وقبلها ترجمتُ خمسة قصص أطفال خياليّة كتبتها بالفرنسية للعربيّة حتى يتسنّى للقارئ الطفل أن يقرأها باللغتين دون صعوبة وبدأت بترجمة بعض القصص القصيرة للقاصّ “جمال حكمت” من مجموعته القصصية (أنسام عذبة).
وأبداً لاتواجهني صعوبات في الترجمة لأنّ اللغة الفرنسية نتعلّمها في المدارس في عمر الثامنة ونتكلّم بها مع بعضنا منذ نعومة أظافرنا، لهذا لا ألاقي عقبات في تحويل النصّ من لغة إلى لغة مع الاحتفاظ به مضموناً ومعنى.
خالد ديريك: برأيكِ، لماذا تلتزم معظم دور النشر والصحف الكبيرة بطبع ونشر للكُتاب المشهورين؟ في هذه الحالة، كيف يمكن للمهتمين والغيورين على الأدب والثقافة دعم الأقلام الجديدة أم أن عليهم الاعتماد على أنفسهم وانتظار حظوظهم؟
نوميديا جرّوفي: سؤال يستحق أن نوقّف عنده كثيراً، فأغلبية دور النشر يقترن اسمها بمجموعة من الكتّاب المشهورين وكأنّها أبرمتْ معهم عقداً كما حدث للبعض دون ذكر الأسماء، فهي لا تنشر لكاتب جديد وكأنّه سيحبطها أو يطمسها وهذا ما يُحيّرنا، وربما بالعكس بفضل ذلك الكاتب ذو القلم الجديد ستزداد شهرتها عالياً.
ولهذا هناك دور نشر أرفع لها القبّعة وأحيّيها لأنها تنشر للجميع سواسية دون تمييز، فلكلّ كاتب أسلوبه، ولكلّ كاتب عالمه الأدبي وبصمته الخاصّة وهناك دور نشر تبحث عن الأقلام الجديدة الصاعدة وتؤمن بإبداعها وإنتاجها فتساعدها بالنشر وتسهّل لها كلّ صعب لاقته عند غيرها لتبدأ مشوارها الأدبي دون توقّف.
خالد ديريك: هل يستطيع الكاتب/ة أن يكتب عن كل شيء دون أن يتعرض للأذى، بمعنى هل هناك وجود للخطوط الحمراء أو المحرمات في الحقل الأدبي؟ وعلى الكاتب عدم تجاوزها وإلا سيكون مستهدفاً من قبل السلطات والتنظيمات السياسية والدينية والمجتمع والنقاد…إلخ؟
نوميديا جرّوفي: الخطوط الحمراء في الأدب التي تعتبر الثالوث المحرّم هي (السياسة، المرأة، الجنس) ومن يتطرّق لهم يُعتبر جريء حطّم الطابور كما فعلها الروائي برهان شاوي في متاهاته.
الجميع يكتب عن السياسة بمواضيع تتناول الواقع المعاش لكن بطريقة أدبية وأنتَ أشرت لنقطة مهمّة من كون الكاتب لو يتجاوز الخط الأحمر يصبح مستهدف، أنت محقّ فأكثر من كاتب وجد نفسه وراء القضبان وفي المحاكم أو السجن أو لاحقته الحكومات وهناك من أعدم بسبب كلام كتبه، لهذا على كلّ قلم نابض أن يكتب ويحترس أحياناً حتى لا يقع فريسة سهلة كما حدث لأدباء كثيرون.
وبالنسبة للنقد، الجميع يتعرّض لهجوم من قبل النقاد، ثمّ إنّ النقد يعلّمنا أكثر لا يُحطّم معانينا أو يهدّمنا، بالعكس يجعلنا ننطلق للأمام ونسير على النهج الذي نتبعه.
خالد ديريك: هل الكتاب الورقي في بداية مرحلة الزوال لصالح الكتاب الإلكتروني؟
هل حقاً وصلنا إلى نهاية عصر الكتاب الورقي، وهل يمكننا اعتبار الكتاب الإلكتروني آخر مسمار في نعشه؟
نوميديا جرّوفي: كثرة المكتبات الإلكترونية التي لو قمنا بعدّها وهي كثيرة هي التي جعلت القارئ الشّاب كسولاً فيما يخصّ الكتب الورقية خاصة لأبناء هذا الجيل الذي يحتكر التكنولوجيا الحديثة.
يمكننا اعتبار الكتاب الإلكتروني آخر مسمار في نعش الكتاب الورقي حقيقة لأننا وفي بعض الأحيان ونحن نبحث عن عنوان لكتاب سواء في الرواية أو التاريخ أو لبعض البحوث مثلاً، لا نعثر عليه ورقي ولو جُبنا المكتبات كلّها لعدّة أيام بينما نعثر عليه إلكتروني بكل سهولة، فنقوم بتحميله والاطلاع عليه ببساطة دون أن نضطر لمغادرة البيت.
والغريب في الأمر أنّ القارئ يستطيع وهو مسافر أو خارج البيت، في العمل، في الحافلة أن يحمل معه مكتبة ضخمة من الكتب في هاتفه المحمول أو كمبيوتره المحمول مثلاً دون أن يشعر بثقل الكتب التي يحملها ولن يضطر لحمل محفظة ثقيلة أينما يكون متوجّهاً.
الخلاصة البسيطة هي أنّ الكتب الإلكترونية تُعتبر رائعة وجيّدة من هذه الناحية ربّما.
لكن من خلال العولمة في جيل التكنولوجيا ونحن من محبّي القراءة الورقية نشعر أنّ بعض الكتب الورقية في نهاية عصرها لخلوّ بعض المكتبات منها والتي تكاد تنقرض لعدم رُوّاجها من القرّاء كما كان الحال قديماً في تسعينيات القرن الماضي.وبالرغم من أنّ البعض يتحدّث عن نهاية عصر الكتاب الورقي وهي مقولة لا يمكن أن تكون صحيحة أبداً لأنّ الكتاب الورقي لن ينتهي عصره أبداً وهناك المؤلفات القديمة من الأجيال الغابرة غير الموجودة في المكتبات الإلكترونية.
لا ننس أنّ للكتب الورقية سحرها الخاصّ بلونها ورائحة أوراقها ونحن نتصفّحها بين أيدينا ونطوي بعضها لنكتب ملاحظات عمّا لفت انتباهنا أو لنتذكّر مقولة جذبتنا. كما وهناك الكثير من الكٌتاب والأدباء والشعراء الذين ظهروا مؤخراً بمؤلفاتهم الثمينة التي أثرت المكتبات.
فإن هيمن الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي لن تكون هناك طباعة للأعمال الجديدة والتي لم تصدر بعد والتي هي في طريق النشر. فكيف لنا نحن القرّاء أن نطالع ما هو جديد؟
بكل بساطة، الكتاب الإلكتروني هو امتداد للكتاب الورقي وليس آخر مسمار في نعشه فبدون الورقي لن يكون هناك الالكتروني أبداً.
وليس هناك روعة سحرية أكثر من تلك الغفوة وبين يديك كتاب تحمله لتنام بين صفحاته وجلدتيْه يوميّاً.
خالد ديريك:برأيكِ، هل تُحقق الاتحادات والروابط الأدبية للكاتب كل ما يطمح إليه؟
وهل لديكِ مناصب أو عضوية في الجرائد والروابط الأدبية؟
نوميديا جرّوفي: الاتحادات والروابط الأدبية تفتح الآفاق للكاتب ليتعرف على أصدقاء مبدعين حول العالم وتحقّق له جزءاً من طموحاته لكثرة المواقع الإلكترونية الأدبية وكذا الجرائد والمجلات الإلكترونية التي تنشر كتاباته فتُوصل كتاباته لكل العالم.
بالنسبة لسؤالك الثاني، أجل لديّ منصب في مجلة أدبية ثقافيّة وأنا محرّرة فيها كما أنّني أنشر في العديد من المواقع الإلكترونية وكذا الصحف والمجلات والجرائد الورقية والإلكترونية.
خالد ديريك: بمن تأثّرت نوميديا جرّوفي من أسماء عربيّة أو غيرها، والآن، هل اختارت أو أصبح لها قدوة أدبيّة؟
نوميديا جرّوفي: منذ بدأت المطالعة تأثرت بالشعر الجاهلي وأصحاب المعلقات، الجواهري، مظفر النواب، السياب، يحيى السماوي، نزار قباني ومحمود درويش.
والكتُّاب تأثرت بدوستويفسكي، فيكتور هيجو، ليو تولوستوي، وليم شكسبير وجرجي زيدان.
وقدوتي الأدبيّة هو الشاعر والناقد هاتف بشبوش منير دربي ونجمتي الساطعة.
خالد ديريك: الشاعرة والناقدة والباحثة والمترجمة نوميديا جرّوفي، شكراً لكِ من القلب على هذا الحوار الممتع الذي من خلاله تعرفنا بعمق وعن كثب على إبداعاتك وتجربتك الغنية بالعلم والمعرفة والثقافة، ولك كلمة أخيرة.
نوميديا جرّوفي: أشكركم مجدداً لهذه الالتفاتة الأدبية الراقية من قبلكم، وتمنياتي لكم بدوام التألق والازدهار والإبداع في مشواركم الأدبي والفنّي مع خالص المودّة والتقدير والاحترام.
أجرى الحوار: خالد ديريك
رابطة آرارات الثقافية.