25 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

داءٌ عضالٌ … يهشِّمُ أباريقكَ يا وطني/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

داءٌ عضالٌ … يهشِّمُ أباريقكَ يا وطني/ بقلم: مرام عطية

_______________________

ياللألمِ !! ما يقتحمُ أحداقي ؟! داءٌ عضالٌ يأكلُ جسدكَ الأخضرَ يا وطني، يلتهمُ سنابلكَ الناضجةَ، مرٌّ كالحنظلِ، مقيتٌ كالموتِ، ورمٌ خبيثٌ استوطنَ أحشاءكَ منذُ أمدٍ، سرقَ نضارةَ وجهكَ، وقدَّ ثمينَ كنوزكَ، هشَّم أباريقَ الجمالِ ومرايا الأمجادِ المتبقيةِ من الحروبِ الطاعنة في التاريخِ، وتمدَّدَ على ثراك الطاهر، سرى كالدمِ في أوصالكَ. مذ تسلَّلَ إلى محرابكِ المقدَّسِ لصوصٌ جناةٌ، ظننتهم أبناءكَ وهم حجارةٌ صماءُ، وصناديقُ محكمةٌ مملوءةٌ بالجثثِ النتنةِ وأمصالِ القيحِ الكريهةِ.

 

قدركَ الأحمقُ كقدرِ الأمهاتِ اللواتي ابتلينَ بأزواجٍ  قلوبهم من فولاذٍ ، عيونهم من خشبٍ وآذانهم من صلدمٍ ، رجالٌ بعيدون عن مدائن الرجولةِ الأثيلةِ ، الأنثى في شريعةِ خريفهم الشتويِّ جاريةٌ لخدمةِ أهوائهم ونزواتهم أو للمتعةِ بألوانها القزحيةِ ، علتْ طحالبُ الركودِ أكبادهم ، يجلسونَ على أرائكَ تعبتْ من جبالِ أثقالهم  ، لا يتحركون إلا عندما تتعطَّلُ عربة الأسرةِ المثلومةِ عن السيرِ في دربِ الحياةِ المريرِ، كالدولابِ الخامسِ ، ويبدأ الصراعُ الأليم بغيابِ الدفءِ وبصقيعِ المشاعرِ ، فترحلِ النوارسُ إلى أماكن أكثرَ دفئاً، ينحتُ فيها الأبناءُ في الصخرِ وتستمرُ رحلةُ الحنينِ إلى حضنِ الوطن . فكيفَ لا يشتعل الشَّوقُ في صدورِ الأمهاتِ ويبكي العمرُ ؟!  ليتكَ ضممتهم إلى حضنكَ يا وطني حين كانوا بعمر الورد، وأغلقتَ مساراتِ الألمِ والغربةِ.

 

________

مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.