ركوةُ آيارَ… تغريني/ بقلم: مرام عطية
______________
كملكةٍ ووصيفتها تطلُّ الشَّمسُ على الدُّنا ترافقها هالةُ النورِ، تشربُ قهوتها الصباحيةَ مع جماهير الحقولِ المتسعةِ المشتاقةِ لأنفاسها وإطلالتها البهيةِ، تلاقيها بأكوابِ الدهشةِ وكعكِ الحنينِ
وجوقةُ العصافيرِ تنشدُ على مسامعهما أغاني الفجر الشذيةِ، فتبتسمُ التلالُ الحزينةُ، تتزينُ بأقراطِ الضياءِ، تتراقصُ السواقي حبوراً بأراجيحِ الربيعِ، وتسبحُ السهولُ النديةُ في بحرِ الألقِ احتفالاً بملكةِ الكونِ
ما أروعَ هذا الاحتفالِ! وما أطيبَ شذاهُ!
ركوةُ آيارَ المترعةُ بالخضرةِ والثمرِ المكتنزةِ بالأسرارِ تغريني بالامتثالِ لهذا الاحتفالِ المهيبِ كلَّ صباحٍ ، بنُّها السكريُّ يتلو عليَّ آياتهِ ، يدعوني لأكونَ طالبةً مجتهدةً في مدرسةِ الطبيعةِ ،أذاكرُ كتبَ الجمالِ المستفيضةِ، وأرتبُ فصولَ حياتي بأناملِ الرشاقةِ و معاجينِ الخصبِ ، فأنفضُ عن أجفاني وسنَ الكسلِ ، وأصيرُ فلَّاحةً مبدعةً أمشِّطُ شعرَ الصنوبرِ واللوزِ ، أروي عطشَ الزيتونِ في حديقةِ بيتنا الشاحبةِ حزناً على غيابِ أحبتها ، و أغسلُ شجرَ العليقِ المنسيِّ على حوافي النبعِ لأحظى بعناقيدهِ السكريةِ ونبيذِ شفتيهِ .
أخي لا تنس موعدنا مع شجرةِ الأكاسيا الأصيلةِ في غابِ الخرنوبِ وأغصانِ الزيزفون التي تنتظرنا لتعقدَ على ذاكِ الدربِ شالَ الفرحِ.
________
مرام عطية